إقتصاد

ذهب الصحراء في الجنوب التونسي..الترفاس يغزو الأسواق العالمية

تتضمّن قوائم الطعام في كثير من المطاعم الفاخرة، أطباقاً باهظة الثمن تحتوي على ترفاس أو كمأ. وهذا النوع من الفطر ينعش اليوم جزءاً من الجنوب التونسي .

وينضج الترفاس خلال فصل الشتاء خاصة بعد نزول الامطار. بمناطق الجنوب التونسي ، وقد أصبحت الشغل الشاغل لسكان المنطقة.

تتواجد الكمأة بكثرة أيضا في دول عربية أخرى، وتختلف تسميتها من بلد إلى آخر، فتسمى في تونس وليبيا والجزائر والمغرب “الترفاس”، وفي السودان “بنت الرعد”، وفي بعض دول الخليج العربي “الفقع” أو “الكمأ”.

يؤكل الترفاس بعد أن يطبخ في الماء والملح بعد تنظيفه من التراب، كما يمكن أن يطبخ مع بعض الأكلات مثل: المعكرونة والكسكسي والحساء، وهناك من يشويه على النار.

عرفت مدن عدّة في الجنوب التونسي، مثل الذهيبة وتطاوين ومدنين وبن قردان، انتعاشاً نوعياً بسبب الترفاس (أو الكمأ) الذي يلقّب بـ”ذهب الصحراء” وبـ”النبتة الراقية”، وهو نوع من الفطر البري النادر وباهظ الثمن يظهر عادة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. ويمثّل ظهور هذا النوع من الفطر مصدر ابتهاج للسكان، إذ إنّه مورد رزق للبسطاء والطبقات الفقيرة، ويساهم في تأمين قوت كثيرين من العاطلين من العمل.

ويشبه شكل الترفاس حبة البطاطا إلى حد ما، في حين يميل لونه أكثر إمّا إلى الأبيض أو الأحمر، وفقاً للون التربة التي ينمو فيها. وهو يُجمع من سفوح الجبال والسهول والمراعي ومن بعض المناطق الرملية، كسهل الجفارة والوعرة والظاهر في ولاية مدنين. وقد اكتسب سكان الجنوب التونسي خبرة ومهارة في “التنقيب” عن الترفاس الذي يكون مدفوناً في الأرض، ونادراً ما يبرز جزء منه على السطح. ومن الممكن أن يقطعوا 15 و20 كيلومتراً للبحث عنه، قبل أن يبيعوه في الأسواق الأسبوعية أو اليومية.

ويشار إلى أن الترفاس الذي يتم جمعه بالجهة أصبح مطلوبا على المستوى الدولي  باعتبار جودته و تنوعه، ويستخدم  عادة كعلاج للعيون أو لصنع مواد التجميل إضافة إلى استغلاله في إعداد عدة أكلات، وقد سجل حضوره بعدة معارض بدول أوروبية على غرار ألمانيا وإيطاليا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)