اختتام مشروع وجهة الجنوب الشرقي التونسي: نجاح التعاون التونسي السويسري في تعزيز السياحة المستدامة
احتضنت جزيرة جربة، الجمعة، فعاليات اختتام مشروع وجهة الجنوب الشرقي التونسي الذي انطلق منذ سنة 2014 في اطار التعاون التونسي السويسري بين وزارة السياحة وكتابة الدولة للاقتصاد السويسري ومنظمة “سويس كونتاكت” من اجل دعم جاذبية القطاع السياحي بالجنوب الشرقي التونسي وتحسين جودته وخلق سياحة بديلة ومستدامة ودائمة.
وحضر حفل اختتام هذا المشروع، سفير سويسرا بتونس، جوزيف رينقلي، الذي قيم تجربة مشروع مشترك بين تونس وسويسرا “بالناجحة”.
واعتبر هذا المشروع مهما، اذ انطلق من تجربة سويسرية تتمثل في هياكل التصرف في الوجهات، ليتم ادماج هذا المفهوم، بالتعاون مع الشريك التونسي، واعتماده في منطقة الظاهر وجربة محققا من خلال انجازاته والارقام نتائج مشجعة سواء من حيث خلق مواطن الشغل وبعث دور ضيافة ومطاعم ومواقع “واب” وتطبيقات وعدة انجازات مهمة استفاد منها المجتمع المحلي بالاساس.
واضاف في كلمته، ان هذه المرحلة ستعقبها مشاريع اخرى في مجال مواصلة دعم السياحة المستدامة في تونس مذكرا بعراقة التعاون التونسي السويسري الذي يعود الى سنوات طويلة في عدة مشاريع شملت مجالات متعددة .
وقال السفير ان حجم الاستثمارات السويسرية سنويا تتراوح بين 20 و25 مليون اورو في ميادين مختلفة ومن بينها التكوين المهني كمجال مهم يستهدف تكوين خريجين مختصين في اختصاصات تستجيب لحاجيات المؤسسة وسوق الشغل ومجال اخر فلاحي لتثمين بعض المنتجات الفلاحية مثل التين.
ومن جهتها قيمت المديرة المساعدة للتعاون السويسري بتونس، ان دو شامبريي، مشروع تطوير السياحة بالجنوب الشرقي التونسي الذي انطلق منذ 10 سنوات “بالناجح”، من خلال تطوير سياحة مستدامة ومتنوعة وخاصة بادماج المجتمع المحلي فيها والاستفادة منها سواءـ ب”الظاهر” او بـ”جربة” التي تمثل وجهة سياحية قائمة بذاتها الا ان المشروع ساهم في اعطاء صورة اخرى للسياحة والتي يكون فيها لمتساكنيها دور مهم من خلال خلق تجارب سياحية جديدة على امتداد السنة.
وبينت في كلمتها، نجاح التجربة في تقريب الوجهتين السياحيتين “الظاهر” التي تشمل ولايات مدنين وقابس وتطاوين ووجهة “جربة” من خلال هيكلي التصرف اللذين بعثا بالظاهر سنة 2018 وبجربة سنة 2020 وعملهما المتقارب في تطوير السياحة بالجنوب والتعاون لافتة الى ان التعاون السويسري سيتواصل في سنة 2025 بالجنوب التونسي عبر مشروع اخر ستوضع على ذمته اعتمادات.
وابرزت المديرة العامة للتعاون الدولي بوزارة السياحة، منى مثلوثي، رؤية الوزارة في تنويع العرض السياحي التونسي واطالة الموسم باعتبار اهمية القطاع كمحرك للتنمية.
واردفت ان الوزارة اعتمدت في ذلك على مواكبة التطورات في العالم ومنها اعتماد جامعات التصرف في الوجهات في جهات معينة لتحسين استقبال السائح وتحسين المرافق وتنمية القدرات والحفاظ على استدامة القطاع اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا في رؤية جديدة للترويج للسياحة التونسية كسياحة ذات مقومات متنوعة قادرة على استقطاب شرائح متنوعة من السواح.
وذكرت ان تجارب جامعات التصرف في الوجهات جاء بالتعاون مع كتابة الدولة السويسرية للاقتصاد بالنظر الى ان هذا المصطلح سويسري وانتشر في العالم وبتجربته في تونس حقق نجاحا عبر 5 جامعات للتصرف في مناطق مختلفة من البلاد تتابعها وزارة السياحة وتدعمها.
وتابعت مستدركة ان التجربة تتطلب انخراطا اكبر للمتدخلين المحليين وتنويع الموارد لضمان استدامة هذه الهياكل رغم اختتام المشروع .
وشكل اختتام المشروع مناسبة لاستعراض انجازات كل من جامعة التصرف في وجهتي “الظاهر” و”جربة” حيث ذكر رئيس جامعة التصرف في الوجهة “الظاهر”، منصف الزموري، بان الوجهة تمتد على 200 كلم. وقد تم ادخال عدة رياضات بها للمشي وبالدراجات الهوائية واحداث عدة دور ضيافة وغيرها.
وافاد انها تحصلت على مرتبة الوجهة الاولى المثلى في العالم سنة 2022 بفضل عدة مكونات ثقافية وجيولوجية ومحافظتها على التراث الثقافي والغذائي وهو ما يبحث عنه السائح، حسب قوله.
واضاف ان هذه المكونات طورت السياحة بمنطقة الظاهر التي تم احداث عدة انشطة بها من مهرجانات متنوعة وارساء منتوج سياحي يجعل السائح يعيش التجربة في عادات المنطقة واكلها وتراثها.
وابرز رئيس جامعة التصرف في الوجهة جربة، من جهته، ان احداث هذا الهيكل منذ سنة 2020 جاء من اجل الترويج لجزيرة جربة كوجهة متكاملة تحمل عدة انشطة قادرة على جعل القطاع دائما وغير موسمي ولا يقتصر على السياحة الشاطئية بل يحمل عدة مقومات من ثقافة وغيرها.
واوضح انه تم في اطار المشروع فتح نقاط ارشاد سياحي وانجاز عرض ثقافي فرجوي يثمن التراث اللامادي الجربي وترميم جامع سيدي ياتي ومعصرة الفصيلي لادراجهم في مسلك سياحي الى جانب الدخول في طريق اليونسكو مع ادراج جربة ضمن التراث العالمي لليونسكو ثم الدخول في طريق الطهي بالبلاد التونسية عن طريق زيت الزيتون وشجرة الزيتون واصدار كتاب عن الطبخ الجربي واخر حول ثقافة الجزيرة مع جمعية صيانة جزيرة جربة تحت عنوان اكتشف جربة في اطار الترويج لهذه الوجهة بطريقة مختلفة.
واستعرض عدد من الشركاء ضمن هذا المشروع تجاربهم وشهاداتهم كمنتفعين من المشروع من حرفيين واصحاب مبادرات في عدة قطاعات نجحوا في ان يكونوا قصص نجاح حققوا اندماجهم الاقتصادي ووفروا دخلا وخلقوا مواطن شغل وحركة اقتصادية بمناطقهم.