من الشملالي إلى الوسلاتي والشتوي «ذهب تونس الأخضر»:تنوع يثمر هوية..طاقة تشغيلية عالية ومداخيل مالية قياسية
تعتبر تونس أكثر البلدان شهرة في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في مجال زراعة الزيتون، حيث تخصص أكثر من 30 % من أراضيها الزراعية لزراعة أشجار الزيتون.
وإذا استثنينا دول الاتحاد الأوروبي تصبح الجمهورية التونسية القوة العالمية الأولى في قطاع زيت الزيتون.
وتبذل تونس حاليًا مجهودات كبرى لإعادة هيكلة وتعصير هذا القطاع بغية تحسين جودة زيت الزيتون والزيادة في المساحة المخصصة لزراعة أشجار الزيتون.
وتعتبر تونس أحد أبرز منتجي زيت الزيتون في العالم وبجودة عالية، حيث تملك البلاد أكثر من 100 مليون شجرة زيتون، حوالي 75% منها منتجة.
وتنشط في تونس قرابة 1750 معصرة و15 وحدة تكرير و35 وحدة معالجة وتعبئة.
ويقدر معدل الصادرات التونسية السنوية من زيت الزيتون خلال العقد الأخير بما لا يقل عن 220 ألف طن، يذهب أغلبها إلى الأسواق الأوروبية حيث تمثل الصادرات قرابة 90% من الإنتاج المحلي.
ويدرّ تصدير زيت الزيتون على تونس، وهي أول منتج للزيتون البيولوجي، نحو 4.6 مليار دينار تونسي.
و يعتبر الزيتون جزءاً هاماً من الهوية التونسية ومن تاريخها. ووراء كل شجرة حكاية ترويها الأرض والسماء والألسن. من الشملالي المتواجد في كل أراضي تونس، إلى وسلاتي القيروان المتميز، وصولا إلى شتوي الشمال الغربي بنكهة زيته المتفردة، تعددت أسماء وأصناف الزيتون المحلية وتنوعت، لتشكل ثروة وموروثا لا يشبه إلا نفسه.
فماهي أهم أصناف الزيتون المتواجدة في تونس؟ وماهي خصائص كل صنف؟ وماهي أهم الأصناف المستوردة؟ وهل حقا تمثل خطرا على الأصناف المحلية؟
الشملالي زيتون تونسي عريق يعبر الزمن والمناطق:
الشملالي يعتبر أهم أصناف الزيتون المتواجدة في تونس منذ القدم، وأكثرها إشعاعا محليا وعالميا. ويشير إلى أن هذا الصنف متأقلم في كل ربوع تونس من شمالها إلى جنوبها مرورا بوسطها، وينقسم إلى ثلاثة أنواع.
الشملالي الساحلي هو أول أنواع الشملالي، ويتواجد، كما يرمز لذلك اسمه، بالساحل التونسي، وتحديدا بولايات سوسة والمهدية والمنستير. فيما يبرز الشملالي الصفاقسي كأهم أنواع الزيتون التونسي المنتشر في جهة صفاقس. أما ثالث أنواع صنف الشملالي فهو شملالي جربة المتواجد خصوصا بضيعات جرجيس ومدنين وتطاوين.
و تعتبر زيتونة الشملالي شجرة معمرة، بنسبة إنتاج زيوت مرتفعة تترواح بين 22 و25%، مشيرا إلى أنها تخضع للنمط السقوي والبعلي في تونس، بأبعاد لا تقل عن 7 أمتار، بين الشجرة والأخرى، وقت الزراعة، مراعاة لتطوّر حجمها لاحقا.
الوسلاتي كنز القيروان الأصيل:
أما زيتون الوسلاتي، نسبة إلى الوسلاتية من ولاية القيروان.
وتعتبر ولاية القيروان وجنوب سبيطلة من ولاية القصرين منطقة الغراسة الخاصة بالوسلاتي. وهو زيتون ذو جودة رفيعة وعالية، بنسبة استخراج زيوت تتراوح بين 23 و66%.
شِتوي بنكهة الشمال الغربي:
فيما يعتبر الشِّتوي واحدا من الأصناف العريقة للزيتون التونسي، ويتميّز بإنتاجه لزيت زيتون بطعم حار وبمرارة .
وينتشر الزيتون الشتوي بالشمال التونسي، وخصوصا في الشمال الغربي، كولايات باجة وجندوبة وسليانة والكاف.
وتعتبر حبات الزيتون كبيرة الحجم بنسبة إنتاج زيوت تفوق 26%، تحمل اللون الأخضر الذي لا يتجمد في الشتاء، أهم مميزات صنف الزيتون الشتوي التونسي.
ويتطلب عناية فائقة في التقليم و”الزبيرة” والري، بحجم تباعد يقل عن 7 متر، باعتبار حجم الشجرة المتوسط، وفق المصدر نفسه.
شمشالي قفصة.. جوهرة الجنوب والوسط الغربي:
فيما ينتشر صنف الزيتون شمشالي قفصة بولايات الجنوب الغربي مثل ولاية قفصة التي أخذ منها اسمه، وبولايات الجنوب الغربي مثل توزر، فضلا عن جنوب ولاية القصرين كفريانة وحاسي الفريد وماجل بلعباس. وتعتبر حبته الكبيرة التي تشبه “زيتون الطاولة”، وجودته العالية، وشجرته المرتفعة، أهم خاصيات شمشالي قفصة.
وتعتبر شجرة الشمشالي، زيتونة حساسة لأمراض التسوس، مثل صنف الشتوي تماما، لذلك يحبذ أن تعتمد على الفلاحة السقوية أو نصف السقوية، خصوصا في فصل الصيف.
أصناف إسبانية
تعتبر الأربوزانا أحد أصناف الزيتون الإسبانية المستوردة في تونس. وهي شجرة متوسطة الحجم تنمو جيدا في المسافات الكبيرة، وتُزرع بحجم تباعد يقدر ب 6 أمتار، أي ما يعادل 200 شجرة في الهكتار.
كما تعتبر الأرباكوينا، ثاني أنواع الزيتون من الأصناف الإسبانية المتواجدة في تونس منذ 25 سنة، وهي شجرة مشابهة للأربوزانا في الحجم وفي النمو الجيد، لكنها تعتبر شجرة ذات كثافة عالية، بعد تأقلمها في تونس في مقاييس تعتمد على أكثر من 400 شجرة في الهكتار الواحد، حسب ما فسره مختار العلاقي.
أصناف يونانية
و الكرونايكي هو اسم صنف زيتون يوناني تأقلم في تونس، بحجمه المتوسط، وبنجاعته في المساحات المكثفة فقط، باعتبارها شجرة ذات نمو وحجم متوسط.
أما زيتونة فريجيفانتجي، فتعتبر صنفا آخر من أصل يوناني متواجد في تونس، ويستخدم في الغراسات المكثفة جدا، أي ما يفوق 1000 شجرة في الهكتار، وتشبه في نموها نبتة العرعار، كما تستعمل كسياجات للضيعات، نظرا لنموها العالي ولدرجة ارتفاعها.