سياحة

بيوت جبلية،معاصر زيتون تاريخية،مسجد الرقود السبعة..قرية ‘شننّي تطاوين’ المحصنة الأثرية تاريخ وتراث يعود إلى القرن الثاني عشر ميلادي

تقع قرية شننّي (اِشْنِنِّي) بالجنوب التّونسيّ على نحوتسعة عشر كيلومترا جنوب مدينة تطاوين، وهي قرية تنتمي إلى مجموعة القرى الجبلة القديمةالشّاهدة على قدم الوجود البشري بهذه الرّبوع، وتنفرد شننّي بخاصيّة لا توجد بغيرها من القرى المجاورة مثل « قرماسه» و«الدّويرات» بأنها قرية مازالت تنبض بالحياة، فرغم إغراءات القرية البديلة (شنني الجديدة) التي توافرت فيها مرافق كثيرة فإنّ أغلب أهل هذه القرية أصرّوا على البقاء بقريتهم.

الدّويرات:

واختار عدد آخر من الاهالي المحافظة على بيوتهم كجزء من تاريخ و ذاكرة الاجداد عبر صيانتها و ترميمها و الالتجاء اليها في بعض الأحيان.

وتعود أقدم مباني هذه القرية الأثرية إلى القرن 12م.

وبقي معمار شنني شاهدا على نمط عيش أهل شننّي: قصر شامخ، معدّ للخزن، يتربّع على رأس الجبل تصطفّ به مئات الغرف ممتطية صهوات بعضها البعض .

مسجد الرقود السبعة

ومن بين المعالم الأثرية المهمة بالمنطقة مسجد الرقود السبعة و هو موقع أثري تشير الأسطورة انه يحمل كل العلامات التي أشار إليها القران في سورة الكهف حول المكان الذي آوى إليه الفتية السبعة المذكورين في السورة، ناهيك و أنّ الشمس تزاور يومياً فتحة المسجد عن اليمين في الشروق، وتقرضه ذات الشمال إذا ما غربت، أي أنّ الشمس تميل عن فتحة الغار عند مشرقها ولا تصيبه عند الغروب.

وإذا كانت حكمة المولى سبحانه وتعالى قد جعلت موقع أصحاب الكهف سرًّا لا يعلمه إلاّ الله فإنّ جهودا كثيرة قد بُذلت للكشف عن سرّ هذا اللّغز دون الوصول إلى نتيجة تشبع فضول الإنسان، وقد اختلف النّاس في شأن موقع هذا الكهف ولذلك فإنّه من الصّعب أن نثبت تطابق الموضع مع ما عرف عن أهل الكهف ولكنّ الحكاية المتداولة في الجهة تتحذّث عن واقعة قديمة في التّاريخ تشبه ما ورد من قصّة أهل الكهف إلى حدّ بعيد، ولعلّ وجود بقايا قرية رومانيّة بجهة «الفرش» تعرف باسم «دقيانوس» دفع النّاس إلى الاعتقاد بتطابق القصّة على هذا المكان.

كما أن صومعة المسجد أيضاً تميل بوسطها في انحناءة خفيفة نحو اتّجاه القبلة، و مكان المسجد يتوسط جبلين و ذلك يتطابق مع ما ورد في القرآن، وفق الأسطورة المتداولة.

هذا إضافة إلى انه من أقدم بيوت الله بالجهة وتحيط به اضرحة عدد من الأولياء الصالحين و قبور كبيرة الحجم يتجاوز طولها 4 أمتار.

مسجد الرقود السبعة:

وتُعدّ منطقة شنني من الوجهات السياحية المفضلة بالجنوب التونسي لدى السياح لثراء مخزونها التراثي وتنوعه إضافة إلى توفر معالم تاريخية هامة على غرار البيوت الجبلية المحفورة في عمق الجبل بين طبقات الصخور ووفق حسابات فيزيائية و جيولوجية وجغرافية توفر الراحة و الامن و السلامة و الهدوء.

ويتمّ طلاء جدران هذه البيوت بالجبس لمكافحة الحشرات والحفاظ على معدل الحرارة و الرطوبة ليبقى البيت باردا صيفا و دافئا شتاء. وتتكوّن عادة من مطمورة و خزانة و دكانة.

بيوت جبلية ذات طابع معماري مميز

البيت الجبلي او “الغار” او “ايرجي ” كما يطلق عليه لدى عدد من اهالي هذه المناطق اصبح اليوم مصدر رزق لعدد من الاهالي حيث قاموا باعادة تهيئتة ليصبح اقامة سياحية تستقبل ضيوف تطاوين للتمتع بجمال المناطق الجبلية وتناول الاكلات الشعبية. وتلاقي هذه البيوت لاقت اقبالا محترما من السياح.

معاصر زيتون تاريخية

وتتوفر بمنطقة شنني العديد من المعاصر القديمة تم تشييدها من طرف الأهالي في كهف في عمق الجبل منذ اكثر من 300 سنة و حافظت على كل مكوناتها و تأمن كل سنة عملية عصر زيتون أهالي المنطقة و بعض عائلات الولاية و من ولايات مجاورة نظرا لجودة الزيت الذي تخرجه و تميزه بعدة خصوصيات أبرزها المحافظة على نفس الطعم والمذاق لفترة زمنية طويلة.

و يشار الى ان عملية العصر تكون بطرق بدائية حيث يقوم “جمل” مغمض العينين بتحريك الرحي لعصر حبات الزيتون ليتم بعد ذلك تصفية الزيت عن ”الفيتورة ” بطريقة أخرى تقليدية.

وتتميز المنطقة بطريقة جني خاصة حيث ينطلق الموسم في شهر جانفي و يكتفي الأهالي بالتقاط الحبات المتناثرة تحت الأشجار باعتبار صعوبة عملية الجني لتفرع اغضان الأشجارو كثافتها و عدم القدرة على الوصول إلى أطرافها حيث تتوفر بالمنطقة أشجار زيتون تجاوز عمرها 900 سنة.

ويستعمل الأهالي “الخوابي” لتخزين الزيت في غرف مظلمة وذلك للمحافظة على جودة الزيت لمدة طويلة.

و قد تمّ مؤخرا اكتشاف مواقع أثرية لأوّل مرّة في تونس باعتماد صور الأقمار الاصطناعية وتقنيات وأساليب علمية فضائية؛ حيث تمكّن فريق من الباحثين من “معهد المناطق القاحلة بمدنين” و”المعهد الوطني للتراث” بالتعاون مع “معهد الاستشعار عن بعد والأرض الرقمية” في الأكاديمية الصينية للعلوم، من اكتشاف 7 مواقع أثرية جديدة في ولاية مدنين و3 مواقع أخرى بولايتي تطاوين وقفصة.
وتتمثّل هذه الاكتشافات في جزأين من الليماس الروماني من جبل دمر من معتمدية بني خداش، ومنظومة مائية رومانية بمنطقة تبارقيت من معتمدية سيدي مخلوف و3 فسقيات رومانية ضخمة ومقبرة رومانية بولاية مدنين، بالإضافة إلى قلعتين رومانيّتين بولاية قفصة وجزء من الليماس الروماني بواحة شنني.
علما وأن اللّيماس هو الحدود الفاصلة بين التوسع الروماني في عمق إفريقيا والمناطق الإفريقية الأخرى التي كانت تحت سيطرة القبائل المتمردة.
واعتمد الجانب الصيني على 5 أقمار اصطناعية لها قدرة فائقة على التقاط صور عالية الجودة حيث تسمح باكتشاف باطن الأرض بعمق مترين و3 أمتار، بحسب التضاريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)