قصص نجاح

رغم فقدانها البصر..الطفلة التونسية ميساء بن ميم تصدر عشرات الكتب و تلقب بملكة الإبداع وسفيرة الأمل والسلام في العالم(فيديو)

رغم فقدان البصر والاحتياجات الخاصة، لم يفارق الابداع والحلم والتألق ميساء بن ميم، الطفلة التونسية البالغة من العمر 16 سنة والتي تدرس بمعهد الكفيف بسوسة، الامر الذي جعل الكثيرون يلقبونها بأيقونة الادب التونسي لقبت بملكة الإبداع وسفيرة الأمل والسلام في العالم.

فميساء اظهرت منذ الصغر موهبة استثنائية في مجال الادب والكتابة والشعر والتمكن من اللغة العربية، فتوجت سنة 2015 وهي في سن السابعة في المسابقة الوطنية للقصة “الأديب الصغير” دورة 2015، لتحظى بالتكريم بعد أن فازت قصتها “علاء يغرس شجرة” المرقونة بطريقة “براي” بالمرتبة الثانية على المستوى الوطني في انتاج القصص باللغة العربية. لتنطلق اثر ذلك في مسيرة متميزة تحصلت فيها على عديد الجزائز وانتجت خلالها عديد الاعمال الادبية والكتابات.

وتقول ميساء ان جدتها هي التي غرست فيها منذ صغر سنها حب القصة والرواية عبر خرافات ام السيسي الشعبية، لكنها سعت اثر للتعلم والتكون في اللغة العربية وبقية اللغات وذلك لتطوير اسلوب خاص بها في الكتابة، وطموحها هو النسج على منوال الاديب المصري الراحل طاه حسين وتحقيق مسيرة ادبية تتوج بعديد الكتب والروايات والقصائد الشعرية.

وتضيف ميساء انها ترغب في تغيير الصورة النمطية التي يحملها الكثير من الناس على الاشخاص الكفيفين والتي تضعهم في موقع العاجز، وانها تسعى لتقديم صورة اخرى تجعل الكفيف في موقع المبدع والعارف بكل المتغيرات في محيطه والساعي الى الدفع بمجتمعه نحو الافضل.

وقالت ميساء : “لقد وجدت في الكتب كل ما أبحث عنه من معرفة ومتعة وحافز للكتابة لأنني عندما أقرأ رواية تعجبني أتمنى إنتاج نص يعجب الناس وأنا أعشق الأديب طه حسين وأسعى أن أبلغ مرتبة عالية في الأدب أسوة به”.

وأضافت أن المؤلف الوحيد الذي قرأته مرتين هو “الأيام” للدكتور طه حسين “لقد شدتني كثيرا فصاحته وأعتقد أنني أشبهه في عدة جوانب في الإعاقة البصرية وقد نشأت في الريف مثله”.

وتواجه ميساء صعوبات عدة فهي تقيم منذ كانت في السادسة من عمرها بعيدا عن عائلتها في مدرسة داخلية وقد كافحت بشدّة في البداية ثم تأقلمت مع محيطها وتعلمت كيف تعتمد على نفسها في كل ما تحتاجه.

وقد تحدثت بأسف شديد عن ضعف الإقبال على القراءة من قبل الأطفال والشباب وكيف أنهم لا يحسنون توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت والألعاب الإلكترونية التي تشغل الإنسان عن الكتب، كما انتقدت ميساء تخلي مؤسسات الدولة عن دورها في الإحاطة بأصحاب الهمم.

وحدثتنا ميساء بنبرة واثقة أن “الكتب هي كل رفاقي وقد أضافت سنون لعمري وأدخلتني عالم الكبار وأصبحت بفضلها أكثر نضجا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)