تكنلوجيا

رسلان الحمامي مخترع أوّل سيّارة تعمل بالضغط الهوائي : مسيرة شاب متعدد المواهب

تونس 13 جويلية 2021 (تحرير وات)- قام رسلان حمامي، الحاصل على ديبلوم مهندس حديثا من المدرسة الوطنية للمهندسين لتونس (جوان 2021) على تصنيع وعرض سيّارة تعمل بالهواء المضغوط في إطار مشروع ختم الدروس
ونجح رسلان، ذي السنوات 24 أصيل منزل بوزلفة (الوطن القبلي) في احداث ضربة فارقة.
ويلخص مسار هذا الشاب الموهوب، وحده، الذّي أظهر وعيا بالمشاكل الطاقيّة والبيئية في البلاد، وضعيّة الشباب في تونس. بلحيته المشذبة وشعره الكث وبسحنته الجادّة ، التّي تنم عن الذكاء، لا يخفي رسلان طموحه بالمضي أبعد لتطوير سيّارته الصغيرة المجددة وهو عازم على متابعة مشاريعه بالخارج.


وقد تلقى رسلان، بعد، عروضا منها عرض صادر عن شركة أجنبيّة. إنّ مشروع الهجرة، الذّي يسانده والدا رسلان على غرار ما تقوم به عائلات التلاميذ المتميّزين أو حتّى متوسطي الأداء بتونس يأتي، خصوصا، مع تواصل أزمة وإخفاقات حكّام تونس ما بعد 2011
ويتحدث بقميصه الابيض ودجينه الأزرق صاحب شهادة مهندس في الهندسة الكهربائية بثقة وبفخر لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، عن سيّارته، التّي لا يشكل تسييرها، بكلفة ضئيلة، ميزتها الوحيدة.
صنع سيّارته الصغيرة بثلاث عجلات بهدف الحد من انبعاثات الغازات السامة في مجال النقل، الأكثر استهلاكا للطاقة في تونس باستهلاكه نحو 36 بالمائة من اجمالي الطاقة النهائية.
“” ويوضح رسلان بكل حماسة “لقد ظهر استعمال تكنولوجيا الهواء المضغوط في مجال النقل منذ القرن 19 لكن في تونس يعد الأمر سابقة. استخدام هذه السيّارة ذات سرعة 40 كلم في الساعة سيكون جيّدا في المناطق العمرانية والأكثر تلوّثا، وأيضا، في المستشفيات والأماكن الأكثر خطورة”.
وأجرت (وات) لقاء مع رسلان في المدرسة العليا للمهندسين، حيث جودة التعليم تعد مصدر فخر للجامعة التونسيّة في تونس كما في خارجها، وكان مصحوبا بالاستاذ المؤطر الهادي كوردة والمؤطر المالي للمشروع، سفيان كوردة، دون أن يكون بين الرجلين أي رابط أسري.
أتت فكرة تصنيع سيّارة تعمل بطاقة نظيفة من استاذه المؤطر ومدير مخبر الأنظمة الكهربائية بمدرسة المهندسين، الهادي كوردة، الذّي أفاد أنّه “حين طلب مني رسلان فكرة مشروع اقترحت عليه تخزين الطاقة في شكل هواء مضغوط”.
“”الطالب المتفوق بدفعته المتطلع الى تحصيل المزيد من المعارف أحب كثيرا المشروع وتمكن من إنجاحه بفضل فضوله وإمكاناته وكل المعارف، التي لديه” وبالنسبة للاستاذ المؤطر فقد قام رسلان باختراع وتميّز فعلا في مجال اختصاصه “الميزة الأهم في رسلان أنّه لا يمل التعلّم وغايته ليس الحصول على شهادة” وأضاف بكل فخر “في مواجهة اي اشكال فهو يحاول دائما، دون أن يستسلم، إيجاد الحل”.
“جسّد رسلان في مشروعه جوانب الاقتصاد الدائري عبر اختراع عربة مصنوعة من المواد المستعملة” وفق ما اشار اليه المؤطر المالي سفيان كوردة.
واضاف كوردة صاحب مؤسسة تنشط في مجال الطاقات المتجددة “لقد قام المهندس الشاب باحداث مكوّنات السيّارة بنفسه، وهي تعد صناعة على حدة، بكلفة زهيدة لا تتجاوز 2000 دينار”.
وعبر سفيان كوردة عن فخره بنجاح المهندس الشاب متعدد المواهب القادر للذهاب بعيدا نحو آفاق أخرى.
بفضل دعم من العائلة والجامعة والتزام إيكولوجي فاعل في الحياة الجمعياتية تمكن رسلان، أيضا، من الاستفادة من مقر الهلال الأحمر التونسي بمنزل بوزلفة، الذي يمسك بأمانته العامّة.
وتمكن من صنع سيّارته وتكريس أربعة أشهر ونصف الشهر لانجازها عبر تفكيك تجهيزات تمّ تجميعها من السيّارت المستعملة “الخردة” لتركيب، آليات ونظم عربته وذلك بمساعدة ودعم والده، سامي حمامي.
وبالنسبة لوالدته فيقول عنها رسلان بأنّها “أوّل شخص كان له الثقة في وشجعتني على المضي في مشروعي وتحمل المخاطر”.
ويفسر رسلان، بخصوص سيّارته، بكلمات بسيطة كيفيّة تشغيلها “للحصول على الهواء المضغوط وتسيير العربة نحن في حاجة الى الكهرباء، لعمل المضخّة لتزويد خزّان السيّارة”.
ودعما لاستخدام الطّاقات النظيفة أفاد رسلان “أنّه من المستحسن انتاج الكهرباء باعتماد الألواح الفولطوضوئيّة لتكون السيّارة أقلّ استهلاكا للطّاقة بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالسيّارات، التّي تعتمد على المحروقات”.
وأبرز، أيضا، إمكانية إستعمال المضخّة المستعملة لنفخ العجلات، لتسيير عربته. وحين طلبنا من رسلان القيام بتجربة ذلك اعتذر بلهجة من أصيب بخيبة أمل “منذ آخر مرّة استخدمت فيها مضخّة نفخ العجلات لم تقبل اي محطّة خدمات استعمال معداتها لذلك”.
وناشد رسلان شركات خاصّة تونسيّة أعربت عن استعدادها على الاستثمار ومزيد تطوير مشروعه.
وفي حالة عدم ابداء أيّ مؤسسة تونسيّة اهتمامها بالسيّارة النظيفة فإن لدى المخترع الشاب “اتصالات مع شركة أجنبيّة
وتلقى رسلان، الذكي الطموحه، الدرس ذاته، الذّي تلقته عشرات الكفاءات التونسيّة، التّي تعرّضت للشيء ذاته من قبل “انطلاقا من هذه التجربة أدركت أنّه يصعب تجسيد أفكارنا في تونس”.
م/نادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)