سياسة

تعاطي النهضة مع قضية الجهاز السري….من الانكار التام الى الارتباك والتبرير !!

قلنا في مقال نشرناه ليلة البارحة ان قضية ما يعرف بالجهاز السري اخذت منعرجات جديدة بعد توجيه قاضي التحقيق لتهمة القتل العمد لمصطفى خذر في قضية اغتيال البراهمي واثر الكشف على محتويات الوثائق المحجوزة بعد سنوات من اخفاء محتوياتها.

فبعد ان اعتمدت قيادات حركة النهضة في البداية على سياسة انكار اي معرفة لها بمصطفى خذر واي علم لها بما يشاع حول الجهاز السري، يفاجئنا اليوم رئيسها راشد الغنوشي بتصريح يقول فيه ان مصطفى خذر تجمعه علاقات انسانية بقيادات حركة النهضة لكنه لا ينتمي للحركة.

الغنوشي يضيف ايضا في نفس التصريح ان خذر هو عسكري كان ضحية للنظام السابق (في اشارة الى محاكمته في قضية ما يعرف ببراكة الساحل) ويقول ان خذر سعى لجمع الوثائق الامنية بعد الثورة لحمايتها واه عمل مع الامن لمساندتهم في التصدي للإرهاب وان ذنب خذر هو انه ككلف نفسه بمهام ليست من مهامه.

هذه التصريحات التي تحتوي على نوع من الارتباك لم تأتي من فراغ بل اتت بعد التطورات الاخيرة في القضية والمعطيات الجديدة التي تم الكشف عنها بعد ان تم اخفائها خلال السنوات الماضية، فحركة النهضة لم تعد قادرة على انكار اي صلة لخذر بعناصرها وقياداتها بعد ان بينت الوثائق المحجوزة وحتى اعترافات خذر نفسه انه له علاقات ومراسلات وتواصل مع قيادات في الحركة، وبالتالي فان حركة النهضة تريد ان تقول انه صحيح ان لخذر علاقات انسانية مع عدد من قياداتها، لكن هذا الشخص لا ينمي تنظيميا للحركة وان النهضة غير مسؤولة على تصرفاته.

الغنوشي يريد ايضا ان يقول من خلال هذا التصريح ان الوثائق الامنية والعسكرية التي حجزت لدى خذر لم يتسلمها من وزارة الداخلية لان علي العريض كان على راس وزارة الداخلية في تلك الفترة، بل جمعها ايام الثورة واقتحام المحتجين لوزارة الداخلية والمقرات الامنية.

الغنوشي ريد ان يقول ان عمليات التجسس والمراقبة التي ثبت ان خذر كان يقوم بها لم تكن لفائدة جهة سياسية بعينها، بل كانت اجتهاد شخصي منه لمساعدة الامن على مراقبة المجموعات الارهابية وان ذنب خذر هو انه اقحم نفسه بمسائل لا تعنيه لان مراقبة الارهابيين مسالة لا تعنيه.

هذا ما اراد الغنوشي قوله بعد التطورات الاخيرة لكن الايام تبقى حبلى بالمفاجئات.

مريم س

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)