أكدت التقارير التي أصدرها معهد اليونسكو للإحصاء في السنوات الأخيرة ـــ والمتعلقة بالفجوة بين الجنسين في ميدان البحث العلمي ـــ تميز المرأة التونسية في مجال البحث العلمي ليس على المستوى الإفريقي فقط و إنما كذلك على المستوى العالمي.
ففي الخارطة التي تضمنها تقرير المعهد الصادر سنة 2019 ـــ و التي تبين التفاوت بين البلدان في مدى نجاحها في التقليص من الفجوة بين الجنسين من خلال نسبة النساء من مجموع الباحثين لسنة 2017ـــ تبرز تونس كأحد البلدان الأكثر نجاحا في الحد من هذا التفاوت متفوقة على دول غربية و دول متقدمة من بينها أغلب دول غرب أروبا .
نسبة النساء الباحثات في تونس سنة 2017 هي 55.4% من مجموع الباحثين و هي الأعلى في إفريقيا و تتجاوز نسبة 35.2% في إيطاليا و نسبة 28% في ألمانيا و 27% في فرنسا و 40% في إسبانيا.
و إن كانت هذه المشاركة المتميزة للمرأة التونسية في البحث العلمي مدعاة للفخر، فإنها كذلك قد تؤشر لخصوصية مجتمعية و ثقافية و ديمغرافية تونسية تتمحور حول ثقافة العمل و تقسيم الأدوار بين الجنسين، إرتبط فيها التمدرس و التحصيل العلمي و الإجتهاد بدور البنت في العائلة، فيما إرتفعت نسب الإنقطاع المبكر عن الدراسة بالفتيان.
محسن حريزي