
تقع قرية الشرف على بعد 6 كيلومترات من معتمدية الهوارية في أقصى شمال ولاية نابل. وفي قرية الشرف توجد أعرق وأقدم زيتونة في القارة الإفريقية، وفق ما دوّنه الباحث الفرنسي المتخصّص في المواقع التاريخية فريدي تندور في كتابه “تونس”وهو أصيل مدينة نيونس(Nyons) و أول مؤسس للجمعية العالمية الزيتونة بفرنسا.
ويعد فريدي تندور أوّل من سلّط الضوء على زيتونة الشرف، مثيرا تساؤلات حول عراقة زراعة الزيتون في بلادنا. ويعود عمر زيتونة الشرف إلى أكثر من 2500 سنة وقد يصل إلى 3000 عام أيّ إلى العهد الفينيقي بحسب الباحث الفرنسي.
وإثر هذا الاكتشاف، حظيت الزيتونة في بداية الألفية الثانية برعاية خاصة من قبل السلطات المحلية، إذ تم تسييجها ووضع نصب من الرخام يعرف بها.

واكتسبت زيتونة الشرف صيتا وقداسة ما ترسخت في ذهن السكان وزوار منطقة الهوارية نظرا لعراقتها وقربها من مقام الولي الصالح محمد الشريف.
زيتونة الشرف التي يحتل حجمها حوالي 220 متر مربع من الأرض وتمتد فروعها إلى حوالي 12 متر ويتجاوز قطر جذعها عشرة أمتار، هي زيتونة تعاند الأزمنة والتغيرات المناخية وتذكر التونسيين وزوار تونس بعراقة هذه الأرض وبأنها أقدم من زيتونة العكاريت في تطاوين لتفتح المجال أمام الباحثين المتخصصين لتسليط الضوء على عمق البلاد الحضاري وتاريخها الفلاحي وليس عجبا أن ترى الزيتونة أصبحت رمز تونس بين الدول و لكنه تاريخ يستدعي من المسؤولين التثمين وإعلاء شأنه وتسويقه للعالم اقتصاديا وسياحيا.




