قصص نجاح

تحصل على براءات اختراع من اليابان والصين والولايات المتحدة وكندا: رؤوف الرقيق جراح العيون التونسي الذي وضع بصمته في الابتكار العالمي

في وقت يبحث فيه العالم عن الحلول الطبية المتطورة لمواجهة أمراض العيون، يبرز اسم تونسي لامع استطاع أن يحجز له مكانًا مرموقًا ضمن قائمة المبتكرين في هذا المجال الحساس. إنه الدكتور رؤوف الرقيق، جراح العيون والباحث المختص في طب وجراحة العيون، الذي نجح في أن يجمع بين الممارسة الطبية اليومية والبحث العلمي الدقيق، ليُتوّج هذا المسار الحافل بعدد من براءات الاختراع الدولية التي شرف بها تونس على الساحة الطبية العالمية.

على عكس العديد من الأطباء الذين يكتفون بممارسة المهنة بشكل تقليدي، اختار الدكتور رؤوف الرقيق أن يسلك طريقًا أكثر عمقًا، قائمًا على البحث والتطوير والابتكار. سنوات طويلة من العمل السريري والتجارب المخبرية قادته إلى تطوير تركيبات دوائية جديدة لعلاج أمراض متعددة تصيب العين، وهي تركيبات أثبتت فعاليتها في التخفيف من أمراض مزمنة ومضاعفات كانت تؤرق المرضى وتعقّد مسار العلاج.

هذه الجهود العلمية لم تمرّ مرور الكرام، إذ تم الاعتراف بها على نطاق عالمي من خلال براءات اختراع رسمية حصل عليها من أربع من كبرى الدول في مجال البحوث والدواء، وهي: اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، وفرنسا. وتُعتبر هذه الدول من أكثر الأنظمة العلمية والصيدلانية تطلبًا، مما يعكس القيمة العالية لابتكارات الدكتور الرقيق ويدل على استجابتها لأعلى المعايير العلمية والطبية.

ما يجعل هذا الإنجاز فريدًا هو أن الدكتور الرقيق يُعد من القلائل من العالم العربي الذين نالوا براءات اختراع في هذا العدد من الدول المتقدمة، وهو ما يُعدّ سابقة علمية في المشهد التونسي والإقليمي. وقد فتح هذا التتويج العلمي باب الأمل أمام الأبحاث الطبية في تونس، وأثبت أن الكفاءة التونسية قادرة على المنافسة عالميًا متى توفرت لها الإرادة والدعم والتأطير المناسب.

انطلقت مسيرة الدكتور رؤوف الرقيق من القطاع الصحي العمومي، وتحديدًا من مستشفى الرابطة، حيث راكم تجربة مهنية غنية ومتنوعة. لاحقًا، خاض عدّة تجارب ناجحة في عدد من المصحات التونسية والدولية، ما مكّنه من صقل مهاراته الطبية وتوسيع معارفه في بيئات متعددة. هذه الخبرة المتراكمة توّجها مؤخرًا بتأسيس “معهد البصر والشبكية”، وهي مؤسسة صحية متخصصة في طب وجراحة العيون، تم تجهيزها بأحدث المعدات والتقنيات العالمية، ويعمل فيها فريق من الأطباء المختصين ذوي الكفاءة العالية.

لكن ما يميّز هذا المعهد عن غيره، أنه لا يقتصر على تقديم الخدمات الطبية فقط، بل يضطلع أيضًا بدور أكاديمي وعلمي، إذ ينشط في مجال تكوين الأطباء الشبان وتنظيم ورشات تدريبية ودورات تخصصية، إضافة إلى مشاركته في البحوث الطبية المرتبطة بطب العيون وأمراض الشبكية، ما يجعله مركزًا طبيًا وعلميًا متكاملًا يعكس رؤية مؤسسه في الجمع بين العلاج، التعليم، والبحث.

لا تقتصر مسيرة الدكتور رؤوف الرقيق على البحث العلمي والتطوير فقط، بل تتجلى أيضًا في أبعاده الإنسانية ومساهماته المجتمعية. فقد عرف عنه التزامه بتقديم الرعاية الطبية المجانية للفئات الضعيفة، ومشاركته في عدد من الحملات الصحية الموجهة للجهات الداخلية والمحرومة. كما ساهم في تجهيز أقسام طبية ببعض المستشفيات، مؤكدًا أن رسالته تتجاوز حدود العيادات والمخابر.

في خضم أزمة جائحة كوفيد-19، أظهر الدكتور الرقيق مرونة علمية وروح مبادرة عالية، إذ اقترح تركيبة علاجية بسيطة مكوّنة من ثلاث مواد متوفرة في السوق التونسية. وقد تم استعمال هذه التركيبة بصفة تجريبية، حيث أظهرت نتائج إيجابية من حيث تقليص نسبة الحالات الخطيرة وعدد الوفيات. هذه المساهمة، وإن لم تأخذ حظها الكافي من الترويج، إلا أنها تبقى شاهدًا على الاستعداد الدائم للدكتور الرقيق لتسخير علمه في خدمة الإنسان.

نجاحات الدكتور رؤوف الرقيق لا تمثّل مجرّد إنجازات فردية، بل تُعدّ مكسبًا وطنيًا يعكس صورة تونس المنفتحة على العلم والابتكار. فأن يتحصّل طبيب تونسي على اعترافات علمية من دول رائدة في المجال، هو دليل على أن تونس، رغم محدودية الإمكانيات، لا تزال تنجب العقول القادرة على التميز متى وُجدت البيئة الحاضنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)