القصرين تحتوي على أكبر معصرة رومانية في تونس
يشهد الموقع الأثري الروماني هنشير البقر 1 و 2 بمعتمدية العيون من ولاية القصرين خلال شهر ماي الجاري حفرية أثرية علمية ثانية ينفذها أساتذة وباحثون من تونس وإسبانيا، مع بحث تكويني جامعي لعدد من طلبة جامعة منوبة وجامعة “كمبلوتنسي” بمدريد ( في مرحلة الدكتوراه) في المجال الأثري وفي التقنيات الأثرية وفي كتابة التاريخ.
ويأتي ذلك في إطار اتفاقية التعاون الدولي المبرمة بين المعهد الوطني للتراث وجامعة كمبلوتنسي بمدريد والتي تشتمل على ثلاثة محاور أساسية وهي القيام بحفريات أثرية علمية بالموقع الأثري هنشير البقر بقسميه الأول والثاني، وتكوين جامعي في البحث العلمي للطلبة، وتثمين الموقع وفق مديرة بحوث بالمعهد الوطني للتراث ، سميرة سهيلي.
وبيّنت سهيلي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ الحفرية الأثرية العلمية الأولى لموقع هنشير البقر 1 و2 ، تمّت السنة الفارطة وتنفذ الحفرية الثانية هذا العام في شهر ماي 2024 للتحقق من النتائج التي تمّ التوصل إليها في الحفرية الأولى.
وأكّدت سهيلي، احتواء الموقع الأثري بهنشير البقر، بمعتمدية العيون من ولاية القصرين، لأكبر معصرة رومانية في تونس في الفترة القديمة، والتي تعتبر المعصرة الرومانية الأكبر في العالم الروماني، فضلا عن احتواء الموقع لأكبر قطب فلاحي لإنتاج زيت الزيتون من جميع الأنواع، في “العالم الروماني”.
وأكدّت في هذا الصدد أنّه تمّ في الحفرية الثانية تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة في القيام بحفريات أثرية علمية بالموقع وبالتكوين الجامعي مُرجعة ذلك لتعاون الفريق العلمي والتقني وبفضل المعطيات اللوجستية التي وفرّها المعهد الوطني للتّراث.
وأعربت المتحدثة عن الأمل في تحقيق الهدف الثالث المرتبط بتثمين الموقع الأثري هنشير البقر 1 و2 خلال الحفريات القادمة علما أن اتفاقية التعاون الدولي المبرمة بين المعهد الوطني للتراث وجامعة كمبلوتنسي بمدريد تدوم 3 سنوات وقابلة للتجديد.
وكشفت سهيلي بالمناسبة أنّ الموقع الأثري هنشير البقر 1 و2 يُعّدُ مخزونا تراثيا استثنائيا فهو يحتوي على أكبر معصرة رومانية في البلاد التونسية، كما أنّ المعصرتيْن الموجودتين فيه تعدان من أكبر الأقطاب الفلاحية لإنتاج زيت الزيتون في العالم الروماني في الفترة القديمة، وأضافت أنّه تمّ سنة 1860 اكتشاف نقيشة لاتينية بالموقع المذكور من قبل الرحّالة الفرنسي “فيكتور غيران” وتمّ فيما بعد اكتشاف نسختها الثانية بنفس الموقع.
وذكرت في هذا السياق، أنّه تمّ نقل النقيشتيْن إلى مخازن متحف باردو غير أنه وفي إطار احتفالات شهر التراث لهذا العام نُقلت إحدهما إلى متحف سبيطلة، مؤكدة أنّ هذه التقيشة هي ذات أهمية كبرى لأنّها تُعّدُ جزءاً من الإرث الروماني القديم في المنطقة، وتوفر معلومات تاريخية قيمة وهامة جدا تمكن من دراسة تاريخ الموقع الذي يعود إلى القرن الثاني ميلادي والتعمق في مكوناته التاريخية.