قصص نجاح

تحدت العوامل المناخية.. شابة تونسية تبدأ مشروعاً لتربية الأسماك في الصحراء (فيديو)

في منطقة شبه صحراوية ‘بني خداش’بولاية مدنين ،ربما لم يفكّر أحد في تربية الأسماك باعتبار أن المناخ والبيئة غير ملائمين. لكن كوثر رجباني (28 عاماً)، المتخصصة في تربية الأحياء المائية (استزراع الكائنات المائية في المناطق الساحلية والداخلية، من خلال التدخل في عملية التربية لتعزيز الإنتاج)، نجحت في بدء مشروع لتربية الأسماك يعدّ الأول من نوعه في تلك المنطقة. 
درست كوثر الصيد البحري وتربية الأسماك، وواصلت الدراسات العليا في الهندسة والإدارة المستدامة للثروات البحرية، واختارت بدء مشروعها الخاص وهو تربية الأسماك في الجنوب تونس، على الرغم من أنّها كانت تدرس في بنزرت في أقصى شمال البلاد. 
بداية، لم تتوقّع عائلة كوثر نجاح المشروع في منطقة صحراوية قاحلة.

كما أثارت الفكرة استغراب أهالي منطقتها وتساؤلهم عن مدى قدرة الفتاة على تربية الأسماك في بيئة غير بيئتها العادية وسط الصحراء.

وكان أكثر ردود الفعل من حولها مشوبا بالدهشة والسخرية. إلا أنها تحدّت طبيعة المناخ الجافة والقاحلة وأنشأت أحواضاً صغيرة لتربية الأسماك المعدّة للاستهلاك. واختارت من الأسماك البلطي القادر على التأقلم والعيش في المياه العذبة وتحمّل درجات الحرارة العالية في المنطقة.

اختارت كوثر الرجباني طريقا مغايرا للسائد، فعلى العكس مما خططت له فإن معظم المشاريع الخاصة بتربية الأسماك ممتدة على طول السواحل التونسية ومن بينها بحيرة بوغرارة في ولاية مدنين نفسها، من بين حوالي 25 مزرعة بحرية منتشرة على طول السواحل.

وهذا المشروع الخاص بإنشاء أحواض مائية في البر هو الأول من نوعه في مدنين وفي أنحاء البلاد. وتدرك كوثر أن هذه الخطوة تمثل تحديا مضاعفا بالنسبة لها من أجل النجاح.

وتقول كوثر الرجباني لوكالة الأنباء الألمانية، “يملك أحد أقربائي مزرعة في بني خداش، وهذا ما شجعني على إطلاق المشروع لتربية الأسماك في مياه عذبة على البر. وقد أثار المشروع في البداية دهشة الجميع ولكن مع وجود البنية التحتية وإمكانية إنتاج أسماك قادرة على التعايش مع الحرارة فإن الفكرة ليست مستحيلة”.

وعلى الرغم من صعوبة هذا العمل، فان كوثر قررت أن تتحدى جميع الصعوبات، وشمرت على سواعدها لتعمل بشكل يومي في أحواض تربية الاسماك سعيا لتطوير مشروعها الصغير حيث اشارت الى أن أكثر العوائق التي اعترضتها في مشوارها المهني هي بيروقراطية وإجراءات الحصول على الرخصة وان مشروعها بحد ذاته كان مخاطرة لذلك فضلت بأن تكون الانطلاقة بكميات محدودة لا تتجاوز ألف سمكة، بالتوازي مع اعدادا لرسالة الماجستير في تخصصها وفق قولها.

وأضافت كوثر بانها تقوم بصناعة الغذاء الخاص بالأسماك بنفسها من مكونات طبيعية حتى لا تتضرر الأسماك ولا المستهلك أيضا”.

وبخصوص التسويق تقول كوثر انها تفضل التعامل أكثر مع المؤسسات والبيع بالجملة على غرار المؤسسات الاستشفائية والثكنات وقد وجدت قبولا وترحيبا لمنتجاتها على حد قولها.

وتتابع في حديثها “الآن بدأت الأنباء عن الأسماك بالانتشار شيئا فشيئا مع المتعاملين الخواص، ويأتي الناس مباشرة إلى الضيعة للشراء”.

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)