أخبار

موقع ”القديمة” بالمنستير: اكتشاف جدران مبنية بطريقة ”البيزيه” من القرن الخامس والسادس ميلادي

كشفت حفرية انقاذ بسقانص بالمنستير جدران مبنية بطريقة “البيزيه” تعود إلى الفترة المسيحية أي إلى القرن الخامس والسادس ميلادي وفق ما أفادت وات اليوم المختصة في الآثار الرومانية ومديرة قسم الجرد ودراسة الحضارات القديمة بالمعهد الوطني للتراث هاجر الكريمي.

وتعتمد هذه الطريقة في البناء على الحجارة وملء فراغات الأسس بقوالب الطين الأحمر وتؤكد الكريمي “في هذه الحفرية لدينا تقريبا نصف جدار بالطين الأحمر ويبدو أنّ كامل المبني شيّد بطريقة “البيزيه”.

ورجحت إمكانية وجود حي أو قرية حرفية أو حتى ورشات لحرفة ما، سواء لعصر زيت الزيتون أو أي حرفة أخرى.

وكشفت الأسبار خلال هذه الحفرية في مرحلة أولى عن مجموعة الجرار المسلسلة والمترابطة إذ يقع لأوّل مرّة اكتشاف هذا النوع من الجرار حسب الكريمي موضحة أنّهم حاليا بصدد القيام بالحفر وتوسعة منطقة الحفريات كي يتمكنوا من الربط بين مختلف هذه المنشآت من مباني موجودة وجدران قائمة وبين الجزء الآخر المركز على الرملة الشاطئية فهي ليست منشأة مبنية وبالتالي من المرجح أن تكون ذات علاقة بنشاط اقتصادي يتطلب مساحة يوجد بها الماء أو يجلب إليها الماء عبر هذه الجرار.

وتظل جميعها حاليا فرضيات تسوقها هذه المختصة في الآثار الرومانية باحتراز مؤكدة أنّ الحفرية وحدها هي التي ستكشف عن العلاقة بين جل هذه المنشآت.

وتعود اللقى الأثرية الأولية التي عثر عليها خلال هذه الحفرية إلى الفترة المسيحية المتأخرة أي ما بين القرن الرابع والقرن السادس ميلادي ومازالت عملية التقاط الفخار متواصلة ووصل الباحثون إلى حدّ الآن إلى القرن السابع ميلادي وستكون الطبقات الأقدم في المستوى الأعمق وتتوقع الكريمي الوصول إلى مستويات استغلال أقدم ربّما قد يصل الى القرن الثالث أوالثاني ميلادي.

وأفادت الكريمي أنّ الجزء الذي لم يحفر بعد وهو منطقة شاسعة تقع في وسط الموقع سيربط بين منشأة الجرار ومنشأة الجدران.

وكانت أوّل حفرية قامت بها هاجر الكريمي في منطقة سقانص سنوات 2012 و2013 و2014 واكتشفت حينها قبورا على رملة شاطئية تعود للقرنين الخامس والسادس ميلادي. وتدل اللقى التي عثر عليها في تلك القبور على وجود نشاط ديني مسيحي لرهبان أو متعبدين أو مسيحيين ممارسين للعبادة حسب ذات المصدر.

واكتشفت بعد ذلك منشأة شبيهة جدّا بالجدران الموجودة في الموقع الحالي ولا تتجاوز جميعها الفترة المسيحية.

وتقول ممثلة المعهد الوطني للآثار أن هناك شبه يقين بأنّ الحفرية الحالية هي امتداد لمنطقة الحفرية التي قامت بها سابقا بسقانص وذلك بناء على بعض المؤشرات المؤكدة بأنّ موقع سقانص كان منطقة آثرية هامّة، وبوجود بناءات قديمة تواصلت منذ فترة ما إلى حدود الفترة المسيحية أو أنّها مدينة مسيحية شيدت من قبل مجموعة من السكان المسيحيين.

وتتواصل هذه الحفرية وهي حفرية إنقاذ طيلة شهرين إلى غاية جانفى 2023 مع إمكانية التمديد حسب أهمية الموقع وفق الكريمي، التي أشارت إلى أن هذا الاكتشاف يأتي في إطار مراقبة رخصة بناء لأشغال حفر أسس في أرض على ملك خاص حيث كشفت المعاينة الأولية وجود تراكم من اللقى الأثرية الهامّة كالقناديل الجرار وغيرها من المواد الأثرية وبالتالي وقع إيقاف الأشغال مؤقتا إلى حين التثبت منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

Enjoy this blog? Please spread the word :)