الذهب الأخضر..تونس تستعد لصابة قياسية بـ500 ألف طن زيتون هذا الموسم وفرص واعدة في إفريقيا وآسيا

قال كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون بالاتحاد التونسي للفلاحة محمد نصراوي، اليوم الاثنين 06 أكتوبر 2025، إن المؤشرات الأولية لتقديرات صابة الزيتون خلال الموسم المقبل توحي بأنها ستكون أكثر من الصابة الفارطة إذا كان موسم الخريف ممطرا، مفسرا ذلك بأن أمطار الخريف هي التي تحدد بشكل نهائي تقديرات الصابة.
وبيّن نصراوي في تصريح لموزاييك ان المنظمة الفلاحية شاركت في عدة اجتماعات مع وزارة الفلاحة وقدمت جملة من المقترحات والتوصيات استعدادا لموسم الزيتون المقبل، تتعلق بتمويل موسم الجني وتخزين الزيت وتدخلات الديوان الوطني للزيت الذي يوفر آلية تعديل المنظومة، مشيرا الى أن المنظمة في انتظار اصدار الوزارة لجملة من القرارات خلال الشهر الجاري تزامنا مع بداية موسم جني الزيتون بما يمكن الفلاح من العمل في أريحية، وفق تعبيره.
التخزين لا يطرح اشكالا
وبخصوص التخزين، أوضح النصراوي انه لا توجد اشكاليات في هذا المستوى، “اذ تتوفر تونس على طاقة تخزين تفوق 400 الف طن من زيت الزيتون لدى الخواص وديوان الزيت، بينها 100 الف طن لدى الديوان منفردا.
وشدد النصرواي على أهمية تمويل التخزين سواء بالنسبة لأصحاب المعاصر أو المصدرين، وقال “نريد تمويلا لمنظومة ما بعد الفلاح باعتبار أن الفلاح مستعد والصابة جاهزة للبيع”.
وطالب النصراوي بضرورة ان تكون منحة التخزين، الممنوحة للفلاح والمصدر وصاحب صاحب المعصرة، تغطي كلفة الفوائض الشهرية للبنوك بالنسبة لكغ الزيت، مشيرا الى ان هذا المطلب قدمه اتحاد الفلاحين لوزارة الفلاحة.
يمكننا تسويق الزيت دون اشكاليات اذا توفر هذا الشرط
أما على مستوى التسويق، فقد أكد كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون بالاتحاد التونسي للفلاحة محمد نصراوي، أنه في العادة لا تطرح إشكاليات في مستوى تسويق زيت الزيتون التونسي، موضحا أنه الى حدود نهاية أوت الماضي تم تصدير 252 الف طن من زيت الزيتون.
وقال النصرواي: “عادة يتم تصدير الزيت بعد شهر افريل، وتطرح لدينا اشكاليات فقط في فترة ذروة جني الزيتون الممتدة من منتصف شهر ديسمبر إلى أخر جانفي.. واذا تمكنا من التحكم الجيد خلال تلك الفترة في العرض، يمكننا تسويق الزيت دون اشكاليات”.
وأشار نصراوي الى وجود مجهودات لتثمين زيت الزيتون من اجل تصديره معلبا، مبينا انه تم خلال الموسم المنقضي تصدير ما يفوق 30 الف طن من زيت الزيتون التونسي المعلب، وهي المرة الاولى التي يتم فيها تصدير هذه الكمية معلبة، وعبر عن امله في ان يشهد الموسم المقبل تصدير كميات اكبر من زيت الزيتون التونسي المعلب.
افريقيا واسيا اسواق واعدة
واعتبر النصراوي ان تونس مازالت تصدر كميات هامة من زيت الزيتون للسوقين الايطالية والاسبانية وهما ابرز المنافسين، مشيرا إلى وجود عمل على ولوج أسواق جديدة واعدة في أسيا وإفريقيا.
لا نريد أسعارا مرتفعة حتى لا يقاطع التونسي زيت الزيتون
كما اعتبر النصرواي ان تسعيرة الزيت في تونس خاضعة للسعر زيت الزيتون في السوق العالمية وتعد مقبولة في السوق الداخلية، خصوصا وان سلطة الاشراف تتدخل لتعديل سعره للمستهلك التونسي عند الاقتضاء، وفق تقديره.
وقال النصروي “لا نريد أسعارا مرتفعة حتى لا يقاطعه التونسي، ولا نريد سعرا متدنيا حتى يتكمن الفلاح من تغطية تكاليف الإنتاج ويحافظ على ديمومة المنظومة”.
وتشير تقديرات الخبراء الى امكانية ان تحقق تونس صابة زيتون قياسية خلال موسم 2025-2026، تفوق صابة الموسم الماضي، وقد تصل إلى 500 ألف طن.
وكانت وزارة الفلاحة قد أكدت في وقت سابق وجود مؤشرات إيجابية لهذا الموسم، وشددت على ضرورة تدارك نقائص الموسم الفارط، وتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف لضمان إنجاح الموسم، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج والتحويل والتصدير.