أنتج 100 بذرة قمح وشعير محلية: حسن الشتيوي يسرُد تجربة أمام وفد عالمي
اطلع وفد من حركة طريق الفلاحين ”لافياكامبيسينا La Via Campesina” خلال زيارة لمزرعة ايكولوجية بالفجة من ولاية منوبة للفلاح التونسي حسن الشتيوي الذي نجح في إنتاج 100 نوع من بذور القمح والشعير والذرة عالية الجودة.
وأكد في تصريح لموزاييك على أن تفاقم خطر فقدان البذور الأصلية التونسية في الزراعات الكبرى التونسية وخاصة منها القمح والشعير والذرة وغيرها دفعه للبحث والعمل على استرجاع البذور الأصلية التونسية للقمح الذي يتميز باحتوائه على نحو 17 % من البروتينات في حين أن القمح المستورد يتضمن كمية اقل لا تتجاوز 10 و11 % من البروتينات.
وأضاف أن الأخطر من ذلك هو أن مادة ‘glutenin’ الصناعي في البذور الهجينة أو المحصنة جينيا في ايطاليا وفرنسا وغيرها مضرة بصحة المستهلك بشهادة عدة خبراء في العالم .
من المهم تحقيق شراكة اجتماعية ربحية بين الفلاحة والمواطنين
وأكد حسن الشتيوي أن عالم البذور متجدد ويوميا يكتشف إمكانيات أخرى وهامة لإنتاج بذور محلية كفيلة بمساعدة تونس حتى على إنتاج القمح اكثر من مرة في السنة ورغم تشكيك البعض وعدم احترامهم لتجربة أكثر من 30 سنة والتي لا تتطلب بالضرورة تكوينا أكاديميا جافا بل عملا ميدانيا في الأرض ومعها، داعيا المواطن لعدم تحميل المسوؤلية في توفير السيادة الغذائية للفلاح فقط بل لتحمل مسوؤليته في الدفاع عن سيادته الغذائية الذاتية بالحافظ على الثورات الطبعية والحيوانية والذي يساعد الدولة في عدم اللجوء للتوريد وتحمل تكاليف عالية في زراعة بذور مصنعة هجينة.
وشدد الشتيوي على أهمية استثمار المواطنين أموالهم في تمويل الفلاحة الصغار والعائلات البسيطة في شراكة اجتماعية ربحية لشراء أغنام والاستفادة المباشرة من ذلك لضمان استدامة القطيع أولا وإنتاج اللحوم للمستهلك ثانيا والعمل الدائم للفلاح الصغير والدورة الاقتاصدية المستدامة للقطاع الفلاحي بكل مكوناته قائلا “يعطونا 1500 مليون دينار قيمة الدعم الموجه سنضمن الخبز للمستهلك التونسي مجانا”.
فقدان البذور الأصلية في السوق التونسية ليست مسؤولية الفلاح
واستعرض حسن الشتيوي أمام ضيوف تونس من حركة طريق الفلاحين “لافياكامبيسينا” La Via Campesina القادمين من عدد من الدولة ومنها كولومبيا والهند والسلفادور وفلسطين والمغرب والسودان، البرازيل ،كوريا الجنوبية، فرنسا، الهند، كينيا.. عدة أنواع من بذور القمح والشعير المحلي بتسميات متعددة منها الشتوي والعربي والعوجة والسويدي والزوالي وجناح خطيفة والمحمودي والرٌمح وجنينة وآم الخير وزينوبة وحبة البركة والحٌرة والمستورة الحمراء.
ويذكر أن حسن الشتيوي هو أصيل الوردانين من ولاية المنستير الا انه استقر في مدينة الفجة بمنوبة مع عائلته وورث العمل الفلاح يمن والده منذ سن ال12 عاما ليجد نفسه يمتهن هذا المجال لنحو 52 سنة.