تونس تحصل على 90 ألف أورو في إطار مشروع ‘كينوا 4 ماد’ الاورو متوسطي
تم اختيار تونس من ضمن ستّ دول للانتفاع بمشروع “كينوا 4 ماد ” الذي سيجري تنفيذه في إطار التعاون الأورو-متوسطي ضمن برنامج “بريما” للشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر المتوسط وبتمويل من المفوضية الاوروبية، وذلك بقيمة 1,7 مليون اورو ، نصيب تونس منها 90 الف اورو..
وقد تم الاعلان على ذلك خلال الاحتفال باليوم الوطني الرابع للتعريف بنبتة الكينوا والذي احتضنته الشركة التعاونية المركزية “للاّ قمر البيّة “بالعروسية من معتمدية البطان اليوم الجمعة بحضور ممثلي الدول الشريكة في المشروع وهي المانيا وفرنسا واسبانيا والجزائر والمغرب.
وسيعمل المشروع، الذي اعلن عنه خلال اواخر هذا الشهر ، على تثمين هذه النبتة كفصيلة عشبية سنوية تنتمي الى الفصيلة القطيفية، ويرجع أصلها الى منطقة جبال “الانديز” في أمريكا الجنوبية، وذلك بتدعيم الدراسات حولها، ومزيد التعريف بها، وإيجاد حلول عملية لزراعتها في تونس، وتشجيع الفلاحين على ذلك وتكثيف المساحات المخصصة لها، اعتبارا لخاصياتها الغذائية الفريدة وقدرتها الفائقة على التكيف مع مختلف المناطق البيئية والمناخية ومقاومتها للجفاف والملوحة.
المختص في دراسة تاثير الظغوطات البيئية القاسية على نمو النباتات و بالتحديد على زراعة “الكينوا” و تثمينها الدكتور عرفات المانع، صرح لوكالة تونس افريقيا للانباء ان مركز البيوتكنولوجيا ببرج السدرية، يشرف على المشروع، بالتعاون عدة شركاء اغلبهم تعاونيات فلاحية على غرار التعاونية المركزية للاّ قمر البيّة بالعروسية ، والشركة التعاونية للخدمات الفلاحية الازدهار، بالحزق بصفاقس.
واضاف انه سيقع العمل على تنفيذ الدراسات والبحوث التي تم العمل عليها طيلة ثلاث سنوات،في الحقول، وتحويل النتائج التي تم التوصل اليها الى محاصيل، تدّعم تنوع منظومة الحبوب الغذائية من قمح وشعير وغيرها..
واكد عرفات ،أنّ تجربة زراعة “الكينوا” في تونس انطلقت في الموسم الفلاحي 2018-2019 لدى فلاح واحد على مساحة تجريبية ب600 متر مربع لاربعة انواع من الكينوا بمنطقة الحزق بصفاقس، لتشمل 03 فلاحين من قربة والمهدية وصفاقس في الموسم الفلاحي 2019-2020 ، وذلك على مساحة هكتار ومائة متر مربع.
واشار الى ان الموسم الفلاحي 2019-2020 شهد توسعا في المساحات الى هكتار و4600 متر مربع، قام بزراعتها 08 فلاحين من المناطق المذكورة مع اضافة فلاح من سليمان بولاية نابل.
واشار الى ان مشروع “كينوا 4 ماد ” سيمكن من تدعيم زراعة هذه النبتة في تونس، بعد نجاح التجارب الحقلية والمخبرية، واثبات ملاءمة المناخ والتربة ببلادنا مع خاصيات هذه النبتة، وسيقع العمل على تشجيع الفلاحين على زراعتها نظرا لانخفاض كلفة زراعتها ومقاومتها للمناخ الجاف، واعتبار الدول التي قامت بزراعتها، زراعة بديلة مقاومة للجفاف والملوحة، وقادرة على استصلاح الأراضي الهامشية والملحية.
وفسر الباحث ان “الكينوا ” التي ظهرت في امريكا الجنوبية تقع زراعتها خلال شهري نوفمبر وديسمبر ويتم حصادها يدويا أو آليا بداية بين شهري ماي و جوان وهي تستعمل في عدة أكلات، وحبوبها خالية من بروتين “الغلوتين”.
وقد دخلت هذه النيتة المنظومة الاستهلاكية كغذاء متوازن وغني بالحديد والمانيزيوم والبروتينات ، لمرضى حساسية الغلوتين وعديد الامراض الاخرى.
من جانبها اكدت رئيسة التعاونية المركزية “للاّ قمر البيّة” بالعروسية، ليلى المستوري لوات، ان التعاونية التي تخوض تحدي استعادة الجذور عبر احياء البذور الأصليّة ، والتشجيع على بذر الحوب التقليدية على غرار قمح المحمودي، تنخرط في انجاح هذا المشروع، عبر تشجيع الفلاحين، على انتاج “الكينوا” في ظل تغير المناخ، والندرة المائية والجفاف.
واضافت ان انخراط التعاونية في احياء هذا اليوم الوطني، تجسم في استضافة المساهمين في المشروع وعديد الخيراء الذين استعرضوا تجارب بلدانهم في زراعة ال”كينوا ” مع تقديم خاصيات هذه النبتة وطرق زرعها وجنيها، وتشجيع الفلاحين على برمجة مساحات هامة لها ، فضلا عن استعراض تجربة تونس في هذا المجال.
وقد ادى الخبراء الضيوف زيارة وحدة لتنقية الحبوب بوادي الليل، كما اطلعوا على سير عمل تعاونية للاّ قمر البيّة ومساهمات الحرفيات والعاملات في زراعة النباتات الطبية، والعطور، والمنتوجات الغذائية التقليدية.