ريان دقاز..أول كفيف ينال شهادة الماجستير في القانون العام ويجتاز مناظرة المحاماة بنجاح

قصة “ريّان دقاز” ليست مجرّد نجاح أكاديمي، بل درس عميق في الصبر، والإرادة، والإيمان بالقدرات.
في زمن تكثر فيه الأعذار، جاء ريّان ليقول لنا:«لا شيء مستحيل أمام من يؤمن بالعلم، ويثابر من أجل حلمه».
ليس الكفيف من فقد البصر، بل من أطفأ نور الطموح داخله.
إنه تتويج مستحق لمسيرة من الجدّ والاجتهاد، ودليل حي على أن الإصرار والعزيمة يصنعان الفرق.
بينما كان الشاب التونسي ريان دقاز يستعد لدخول المرحلة الثانوية، منذ قرابة 12 عاماً، فقد القدرة على البصر وتغير العالم فجأة من حوله ليتحول من تلميذ مبصر إلى كفيف يواجه تحدي استكمال مساره الدراسي، مستعيناً بكل الوسائل الممكنة لتحقيق حلمه في الحصول على شهادة الدكتوراه في القانون العام والالتحاق بمهنة المحاماة.

يقول ريان (26 عاماً) اختتمت السنة الجامعية الحالية بتحقيق جزء من حلمي الذي لاحقته طويلاً رغم فقدان بصري في سن مبكرة، وحصلت على شهادة الماجستير في القانون العام ونجحت في مناظرة المعهد الأعلى بالمحاماة في غضون عام واحد، مضيفاً أنّ وصوله لمرحلة الماجستير كان ثمرة جهد سنوات كانت فيها أسرته وبعض أصدقائه سنداً له، وذلّلوا له طريق النجاح لتوفير المراجع والدروس اللازمة بتقنية ال بي دي أف التي يمكن تحويلها إلى نصوص مسموعة وحفظها.
يعتبر الشاب العشريني أن من أصعب التحديات التي يمكن أن تواجه فاقدي البصر في مسارهم العلمي هو توفير المراجع العلمية، سواء بلغة برايل أو بتقنية بي دي أف القابلة للتحويل عبر التطبيقات المتخصّصة في مساعدة فاقدي البصر، مضيفاً “خلال المرحلة الثانوية كانت إدارة المعهد توفر لي مُرافقاً لكتابة الدروس وتلاوتها، لكن الأمر تغيّر عندما دخلت الجامعة إذ كنت مُطالَباً بالتعويل على نفسي والتأقلم مع الحياة الجامعية”.

إضافة إلى تحدي التأقلم مع الحياة الجامعية، وضَعَ لنفسه تحدياً آخر بالتخصص في القانون العام والنجاح في مناظرة دخول المعهد الأعلى للمحاماة، قائلاً: “أغلب الناجحين في مناظرة المعهد الأعلى للمحاماة هم من شعبة القانون الخاص، لكنّني كنت أبحث عن التميز ووضع أهداف صعبة، حتى أثبت لفاقدي البصر أن العزيمة والمثابرة هما الطريق إلى النجاح مهما كانت العقبات”، وتابع” كنت أعتمد على بعض الأصدقاء لمساعدتي على التنقل إلى الجامعة وكتابة الدروس وبعض المراجع القانونية التي أحتاجها وهم شركاء في نجاحي طوال مسيرتي الجامعية”.
