كريم الجبالي فلاح تونسي مقيم في ايطاليا يكرس مجهوداته في انجاح تجربة زراعة الصوجا بتونس
انجز الشاب كريم الجبالي حقل تجريبي في زراعة الصوجا عندما راودته فكرة الترويج لزراعة الصوجا في تونس، فأصبحت بالنسبة إليه بمثابة التحدي، فتمكن من جلب كمية قليلة لا تتجاوز الـ 500 غرامٍ من بذور الصوجا عند قدومه من إيطاليا لأن استيرادها ممنوع وقام بزراعة البعض منها في حديقته فأنتجت.
ومنذ نجاح تجربته شرع في التواصل مع الفلاحين من الشمال إلى الجنوب لتشجيعهم على خوض غمار تجربة زراعة الصوجا وتكفل بمسؤولية توزيع البذور على الفلاحين بكميات محدودة “50 غرامًا” حتى تمكن من التواصل مع 117 فلاحًا على أمل أن يواصل رحلاته ليعمم التجربة على 250 فلاحًا، وفقه. وقد اثبتت النتائج الأولية نجاح التجربة بنسبة كبيرة وبمردودية جيدة.
و الجبالي هو أربعيني أصيل القيروان، عاش فترة طويلة في إيطاليا ورغم أنه ربان سفينة فقد امتهن الفلاحة وتخصص تحديدًا في الزراعات الكبرى كالقمح والشعير والذرة والصوجا، ومنذ ذلك الحين راوده سؤال حول أسباب عدم زراعة الصوجا في تونس رغم أنها زراعة صيفية ومتعددة الاستعمالات، فيمكن منها استخراج العلف والزيت والحليب والبروتينات وحتى بعض مستحضرات التجميل.
و تتمثل نقطة القوة في نبتة الصوجا في غزارة إنتاجها أي أن زراعة كيلوغرام واحد يمكن من إنتاج ما بين 200 و500 كيلوغرام ولذلك يحرص كريم الجبالي على تثمين والتشجيع على زراعة الصوجا في تونس للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيض أسعار الزيوت والأعلاف التي ما فتئت ترتفع يومًا بعد يوم.
و نبتة الصوجا تتماشى مع المناخ في تونس لأنها نبتة صيفية ولا تستهلك الكثير من الماء ، ففي فترة حياتها التي تدوم 100 يوم لا تستحق الري إلا 9 مرات فقط وفي حال الإفراط في ريها تموت النبتة، كما أنها تستهلك ماء أقلّ من الطماطم والبطيخ “الدلاع” بستّ مرات.
وعبر عدد من الفلاحين الشبان عن فخرهم بهذه الحقول التجريبية الناجحة لافتين الى انه تم اعتماد الري قطرة قطرة في هذا المشروع لترشيد استهلاك المياه وانه تم استخدام بذور برازيلية كاشفين ان الصوجا تنتج الزيت وبها 42% من البروتين بالتالي تكون مصدر للعلفة للفلاحين في ظل أزمة الأعلاف التي يشهدها العالم ومن خلفه تونس.
و على الرغم من أهميتها في العديد من المجالات، فإن تونس ليست بلدًا منتجًا لنبتة الصوجا بل تعول كليًا على الاستيراد وقد تطورت الكميات المستوردة بعشرات المرات في الفترة الممتدة بين سنتي 2002 و2019 من 17 ألف طن إلى حوالي 669 ألف طن وفقًا لإحصائيات المعهد الوطني للإحصاء، والعدد مرجح للارتفاع في ظل غياب إحصائيات دقيقة عن الكميات المستوردة في السنوات الأخيرة. وتتكبد تونس فواتير باهضة الثمن إزاء عمليات الاستيراد خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف في العالم وتدهور قيمة الدينار التونسي مقابل العملة الصعبة.