رغم أّنّه لم يدخل مدارس ولا كليات..مخترع تونسي ينجح في ابتكار آلات فلاحية وصناعية لأسواق تونسية وأخرى عالمية
هو كهل عصامي التكوين أصيل معتمدية فوسانة من ولاية القصرين لم يدخل مدارس ولا كليات مختصة في الهندسة الميكانيكية ولكنه استطاع بعزيمة أن يصبح مخترعا وإن غابت الشهائد إنه عبد الحميد بركاوي البالغ من العمر (65 سنة).
الرجل اتخذ له ورشة في مدينة بوزقام التي تبعد عن القصرين على الطريق الرئيسية المؤدية الى سبيطلة الشروق زارت هذه الورشة وتحدثت الى هذا المخترع.
لم يكن العثور على الورشة صعبا باعتبار أن الرجل مشهور في المنطقة كيف لا وهو يخترع آلات فلاحية صنع محلي مائة بالمائة ويزود السوق المحلية رغم الصعوبات المادية التي يواجهها ويصنع أيضا أقفال أبواب تستعصي على اللصوص وقد أثبتت التجربة ذلك دخلنا الورشة فوجدنا آلات تامة الصنع وأخرى مازالت في طور التصنيع وأخرى مجرد مشاريع سترى النور قريبا حسب ما صرح به السيد عبد الحميد الذي لاحظ أن فكرة اختراعه لأقفال الأبواب مردها تكرر عمليات سرقة المحلات التجارية خاصة في السنوات الأخيرة فأبى إلا أن يساهم في تأمين هذه المحلات بصنع أقفال كبيرة الحجم شبيهة الى حد ما بأقفال الأبواب الرومانية وقد أثبتت التجربة حسب محدثنا نجاح هذه الأقفال حيث لم تسجل ولو حالة خلع وحيدة منذ أن انطلق التجار في استغلال هذه الأقفال والتي لاقت رواجا لا في القصرين فقط بل في كافة أنحاء الجمهورية.
آلات فلاحية بصناعة محلية
من بين اختراعات السيد عبد الحميد آلات فلاحية متعددة الاختصاصات حيث استطاع صنع آلة لصنع الغبار البيولوجي وأخرى لقص كروم الهندي لتتحول الى غذاء للحيوانات وآخرى لقص الخشب وآلة لقص البلاستيك من الأحذية البلاستيكية والقوارير ويتم تصديرها الى الصين لإعادة رسكلتها وأخرى لتنقية الحجارة من الاراضي الفلاحية على عمق 30 سنتيمترا ويكون بذلك السيد بركاوي قد ساهم في تنمية الانتاج الفلاحي .
ونتيجة لنجاعة اختراعاته أقام محدثنا اتفاقية مع وزارة الفلاحة علاوة على تعامله مع كبار الفلاحين في تونس وخاصة في الشمال الغربي، تشغل هذه الورشة 3 عمال ويرغب في انتداب 8 آخرين غير ان المشكل الذي يواجهه هو غياب اليد العاملة المختصة لذلك يرفع نداء الى الجامعات المتخصصة في المجال الفلاحي بالتعامل معه لتوفير كوادر قادرة على تحويل هذه الورشة الصغيرة الى مصنع كبير وبمواصفات عالمية حتى لا تقبر مواهبه وتخسر بلادنا كفاءة عالية.
يقول عبد الحميد بركاوي ، “نجحت في صناعة آلات فلاحيّة كثيرة، بمكونات جديدة وأخرى مستعملة، طوّعتها لإبتكاراتي ، تعلّمت ما أنتجه بنفسي. أنا أيضا أميٌّ، ولم أتلقَ أي تعليم. لكنني نجحت.. أريد أن أقول إن العزيمة والإصرار هما مفتاح التألق.. شعاري إلى الأمام نحو تحقيق مزيد من الأهداف..”.
وصنع البركاوي آليات صناعية وفلاحية لأسواق تونسية وأخرى عالمية، وانطلق مؤخرا في ابتكارآلة تساعد الفلاح على تنظيف الأرض من الحجارة والعناية بالأشجار. وهاهو اليوم يحقق حلما جديدا بعد نجاح تجربته.