براءة اختراع تونسية في تثمين فضلات البلاستيك والفضلات النباتية تتحول إلى مشروع اقتصادي بيئي واعد (فيديو)
حوّل الباحث والصناعي، محمد المظفر، براءة اختراع مسجلة لدى المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، توفق في الوصول إليها رفقة عدد من الباحثين الآخرين في مجال تثمين فضلات البلاستيك والفضلات النباتية وتجميعهما في إنتاج كتلة حيوية ذات خصائص فيزيوكيميائية مميزة، إلى مشروع اقتصادي واعد بمواصفات الصداقة للبيئة، هو الآن في مرحلة التركيز ويستعد للدخول في طور الإنتاج الفعلي بولاية صفاقس.
وأفاد المظفر في حديث مع (وات)، أن المشروع يحمل اسم “فال بيو ديشي كومبوزيت” Val Bio Déchets Composite، ويتمثل في استخدام حصري لبراءة الاقتراع الصالحة إلى حدود سنة 2038 في إطار مؤسسة اقتصادية ناشئة تم تأسيسها وتشغل عددا من خريجي التعليم العالي في مستوى القيادة والتصرف في المشروع واليد العاملة في مستوى التنفيذ.
ويستعد المشروع، الذي كان حظي بدعم من مؤسسات الدولة ومن برنامج مساعدة المؤسسات الناشئة ذات الصبغة التكنولوجية والمنبثقة عن نتائج البحث العلمي “تكنوريات” TECHNORIAT للانطلاق في الإنتاج الفعلي بعد أن قطع كل أشواط التأسيس والدراسات والتجارب الفنية. وتمت عملية التركيز الفعلي للمصنع الذي يمتد على مساحة مغطاة تبلغ 750 مترا مربعا ومساحة غير مغطاة تقدر ب 3000 مترا مربعا.
ويحمل المنتوج الجديد للمؤسسة اسم “أوليفيا كامباوند” Olivia Compounds وسيكون بمثابة المادة الأولية لصنع أكياس بلاستيكية ذات صلابة عالية وبخصائص بيولوجيةGajou plastique تستخدم في خزن ونقل المنتوجات الفلاحية المختلفة. وتقدر طاقة الإنتاج في مرحلة أولى ب3 أطنان في اليوم وهو ما يمكن استيعابه بالكامل من السوق في الوقت الحاضر بحسب المظفر الذي أشار إلى وجود طلب كبير من الخارج كذلك على المنتوج ولا سيما فرنسا التي يرغب أحد مستثمريها في اقتناء كمية أولية تقدر بثلاثين ألف طن.
وقد اختارت وزارة الصناعة والطاقة والمناجم المشروع في الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتجديد في أفق 2035 كإحدى قصص النجاح التي حققتها مؤسسات ناشئة توفقت إلى المرور إلى الصناعة الذكية والمحافظة على البيئة.
كما تم اختيار المؤسسة ضمن 10 مؤسسات تونسية ناشئة ستمثل تونس في تظاهرة صالون عالمي “فيفا تكنولوجي 2023” Viva Technologie بفرنسا وتشارك المؤسسة في المرتبة الرابعة في سلم المشاركات التونسية.
كما عبرت3 محاضن مؤسسات تكنولوجية قائمة على التجديد في كل من السعودية ومصر واليمن عن رغبتها في الحصول على علامة الاستغلال وفق نفس الطريقة التكنولوجية المتوخاة لتثمين الفضلات النباتية والبلاستيكية، بحسب رئيس المشروع.
ويقوم الثمين الذي جاءت به براءة الاختراع على جمع فضلات النباتات وتحويلها إلى دقيق بعد رحيها وخفض نسبة رطوبتها إلى ما دون 3 بالمائة بما يجعلها مادة مكثفة لتقوية “بوليمار” البلاستيك الذي يقع جمعه من الوسط الطبيعي البري والبحري ويتسبب في معضلات بيئية تنعكس على النبات والحيوان والإنسان. علما وأن كمية النفايات البلاستيكية الملقاة سنويا بشكل عشوائي في الطبيعة تصل إلى قرابة 800 ألف طن ولا تثمن منها سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز 4 بالمائة وتكلف تونس سنويا 60 مليون دينار، بحسب تقديرات دراسة المشروع نقلا عن الصندوق العالمي للطبيعة.
وتتمثل الفضلات النباتية التي عادة ما تُلقى في الطبيعة بصفة عشوائية وتتسبب في تلوث للبيئة والمائدة المائية وإطار العيش في قشور اللوز ونوى الزيتون والتمور وأوراق الأشجار وجريد النخيل وبقايا محاصيل الحبوب، وهي جميعها مواد غنية بالسليلوز (ذات فاعلية في جدوى المشروع) وتمثل كتل حيوية. وأفاد محمد مظفر أن ما لا يقل عن مليون طن ونصف من هذه الكتل تنتجها الصابات الفلاحية المختلفة سنويا وتبقى دون استغلال أو تثمين يذكر.
وتكمن قيمة الاختراع والإضافة التي جاء بها المشروع في قدرة “فارينة” الفضلات النباتية المستخرجة بعد عملية الرسكلة في تعويض الخصائص الميكانيكية التي يخسرها البلاستيك عند رسكلته حيث تنزل هذه الخصائص من 1500 “ميغاباسكال” Mpa إلى 900 “ميغاباسكال” بما يفقده صلابته. وتساعد التركيبة الجديدة المنقسمة إلى 80 بالمائة من مستخرج فضلات النبات زائد 20 بالمائة من مستخرج فضلات البلاستيك على رفع هذه القدرة إلى ما قيمته 5000 “ميغاباسكال” وهي قيمة مضافة عالية في البلاستيك المنتج بالنظر إلى الاستعمالات المختلفة التي يمكن أن يتيحها صناعيا.
وات