محطة التطهير بالمعالجة الثلاثية في سليانة تدخل حيّز الإستغلال
دخل يوم الإثنين مشروع محطة التطهير وفق المعالجة الثلاثية بولاية سليانة حيز الإستغلال بعد حوالي سنة وبضعة اشهر من الاشغال
وأشرفت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهداوي رفقة سفير اليابان أوسيقا تاكشي ووالي سليانة وعدد من الإطارات الجهوية والمركزية على حفل الانتهاء من اعادة تأهيل وتمديد محطة التطهير
وقالت وزيرة البيئة في تصريح إعلامي إن مشروع محطة التطهير بولاية سليانة أنجز في وقت قياسي وهي محطة متطورة تعتمد على المعالجة الثلاثية لافتة إلى أنها صالحة للري الفلاحي وهو ما يتماشى مع برنامج الدولة في ظل شح المياه
وأضافت الشيخاوي في تصريح ل »وات » أنه من المنتظر إنجاز مشاريع مماثلة ب8 ولايات من بينها ولايات جندوبة وباجة و زغوان في غضون السنوات الأربع القادمة
وأشارت إلى أهمية إستغلال المياه المستعملة في الفلاحة والصناعة خاصة أن البلاد التونسية تحتوي على ثروة كبيرة باعتبار شبكة ديوان التطهير منذ سنة 1974 والتي بصدد تجديدها وإعادة تهيئتها لإمكانية إستعمال المياه المستعملة في ظل التغيرات المناخية وإنعكاساتها بما في ذلك شح المياه
وأكدت وزيرة البيئة على أنه يتم العمل على إعادة إستعمال المياه المستعملة سواء بالإمكانيات المتاحة أو عن طريق التعاون الدولي
وكشفت في سياق أخر عن الإستراتيجية الوطنية للإنتقال الإيكولوجي التي تعتمد على خمسة محاور كبرى وهي الحوكمة البيئية في كامل ولايات البلاد (خاصة في المنهج المؤسساتي والتأقلم مع التغيرات المناخية) وترشيد إستعمال الموارد البيئية وإلإستهلاك والإنتاج المستديم والترشيد في المناطق الملوثة والحس البيئي
من جهته أفاد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتطهير،عبد المجيد بالطيب « وات » بأن محطة التطهير بولاية سليانة تنتج حوالي 7 ألاف متر مكعب من المياه المعالجة الثلاثية وهي أول محطة في الشمال الغربي يقع إعادة تأهيلها وتجهيزها بالمعالجة الثلاثية بكلفة إستثمار تقدر ب22 مليون دينار(تمويل ياباني) لافتا إلى أن هذه المعالجة تمكن من ري مساحات شاسعة
وأشار بالطيب إلى أن الهدف الرئيسيي يتمثل في الترفيع من نسبة إعادة إستعمال مياه المعالجة خصوصا في ظل شح المياه والتغيرات المناخية
وعن تدني محطات التطهير بالجهة، كشف في نفس السياق أن ولاية سليانة مجهزة بأربعة محطات تطهير(محطة التطهير بسليانة ومحطة التطهير بقعفور ومحطة التطهير ببوعرادة ومحطة حديثة بمكثر (تم الإنتهاء من أشغالها ودخولها حيز الإستغلال ) من مجموع 12 بلدية في المقابل تعمل المصالح المعنية على الترفيع من نسبة الربط بشبكات التطهير بالجهة حيث تم إدراج تطهير عدد من المدن الا أن عددا من المشاريع تشهد بعض الإشكاليات العقارية(الروحية والكريب) وأخرى في طور الانجاز بما في ذلك بمعتمدية كسرى( من المنتظر نشر طلب العروض وتجهيزها بمحطة تطهير قبل موفى سنة 2023)
وبخصوص غياب شاحنة جهر بالجهة،قال إن الشاحنة تعرضت إلى حادث مرور سابق وهي غير متوفرة بالسوق المحلية مما يتطلب استيرادها لافتا إلى أنه تم نشر طلب العروض لاقتناء 10 شاحنات ستوزع على الولايات من بينها سليانة
من جانبه استعرض ممثل وزارة البيئة بولاية سليانة،وليد الريحاني خلال جلسة عمل انعقدت اليوم بالجهة تحت إشراف وزيرة البيئة وبحضور ممثلي السلط الجهوية عددا من الإشكاليات البيئية حيث تتلخص في نسبة تبني مدن الولاية من طرف الديوان الوطني للتطهير لم تتجاوز 34 بالمائة(4 بلديات من جملة 12 بلدية) أي أن بقية التجمعات السكنية الحضرية وكل التجمعات السكنية الريفية بسليانة تقوم بسكب المياه المستعملة في الوسط الطبيعي دون معالجة فضلا عن تلوث بعض مجاري الأودية في سليانة بالمياه المستعملة الغير معالجة له
واقترح الريحاني في نفس السياق العمل على ربط بقية المدن(الروحية وسيدي بورويس وكسرى والكريب والعروسة بديوان التطهير
إضافة إلى إعتماد تقنيات التطهير الريفي بالنسية للقرى والتجمعات ذات الكثافة السكانية الهامة على غرار قرى سيدي حمادة و رأس الماء و القنطرة ولخوات والدخانية وبرج المسعودي و مدين والمنصورة و سند الحداد وحمام كسرى
كما استعرض المسؤول عددا من الإشكاليات البيئية الأخرى من بينها تواجد مصب وحيد يتم إستغلاله من طرف بلديتي سليانة وبرقو شارف على طاقة استيعابه القصوي فيما تعد بقية المصبات(10) عشوائية وغير مطابقة للمواصفات الفنية(محاذية لمجاري الأودية والأراضي الفلاحية والزياتين وداخل الغابات)
و كشف في نفس السياق تعطل إنجاز مشروع التصرف المندمج والمستدام في النفايات الممول من مقاطعة بافاريا الألمانية تحت إشراف الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات لأسباب عقارية في جزء منه
و أكد الريحاني على ضرورة إنجاز أشغال توسعة المصب المراقب بسليانة حتى يتسنى إستيعاب النفايات الصادرة من بلديتي سليانة وبرقو والبلدية المحدثة بسيدي مرشد إضافة إلى تذليل الصعوبات على المستوى المركزي التي تعيق عملية تخصيص العقارات لفائدة مشروع تصرف مندمج ومستدام في النفايات و العمل على إنجاز مشروع وحدة تثمين ومعالجة النفايات بعين عاشور الخاص بولايتي سليانة والكاف ومراكز التحويل التابعة له بكافة البلديات
من جهة أخرى كشف تقرير تابع للإدارة الجهوية للتطهير والتي تحصلت عليه « وات » بالجهة أن مشروع تهذيب وتوسعة محطة التطهير بمدينة سليانة والتي أنجزت في إطار التعاون التونسي الياباني بلغت كلفتها الجملية 22 مليون دينار (ممولة من طرف الوكالة اليابانية للتعاون الدولي) وهي موجهة لفائدة 63.720 ساكنا وتشمل تطهير 7000 مترا مكعبا من المياه في اليوم و3500 كغ من التلوث العضوي في اليوم فضلا عن إستغلال قسط من المياه المعالجة لري المنطقة السقوية بمديونة بمعتمدية سليانة الشمالية والتي تمسح حوالي 70 هكتار
يذكر أن وزيرة البيئة تحولت رفقة والي الجهة والوفد المرافق لها إلى محمية جبل السرج للاطلاع على تجربة إعادة توطين الغزال الأطلسي وزارت مقر الإدارة الجهوية للبيئة للاطلاع على ظروف العمل بها.