تقدم نموذجاً لإصلاح النظام التعليمي في تونس..مدرسة خارجة عن المألوف في مكثر تحقق اكتفاءها الذاتي من الطاقة والغذاء
تحولت مدرسة مكثر الداخلية إلى نموذج يحتذى به في التصرف الحكيم والحوكمة الرشيدة بعد أن أصبحت تلقّب ”بالمدرسة المكتفية ذاتياً” إعلاميا على غرار ”فرانس برس” التي خصتها بتقرير مفصل حول خصوصيتها وما حققته من أهداف.
مدرسة مكثر الداخلية التي تضم 565 تلميذاً، تبدو للوهلة الأولى كغيرها من المدارس التونسية، لكن خصوصيتها تكمن في كونها تحقق اكتفاءها الذاتي من الطاقة والغذاء للتلاميذ وتمول أنشطة تكميلية تتيح لهم “الانفتاح على العالم”، بفضل جمعية خاصة أسسها الناشط بالمجتمع المدني لطفي حمادي ابن مدينة كسرى.
مدرسة خضراء في غضون سنوات
وفي غضون 10 سنوات، أصبحت المؤسسة “مدرسة خضراء” مزودة 140 لوحاً شمسياً وخمسين سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية تنتج فائضا بأربعة أضعاف كمية الاستهلاك.
وبحسن توظيف الفائض، تموّل المدرسة صيانة المبنى (الفصول الدراسية ومواقع المبيت والمطعم)، وتزود ثلاث مدارس أخرى بالكهرباء، وفق تقرير نشرته ‘فرانس برس’.
كما استأجرت الجمعية 8 هكتارات من الأراضي الزراعية من جمعية “كيدشين” الزراعية التي يعمل بها ستة من آباء تلاميذ كانوا عاطلين عن العمل، ومهندس زراعي.
وتزود المزرعة مطعم المدرسة بالخضروات كالطماطم والفلفل والبصل والبطاطا، فيما يباع فائض الانتاج.
وشهدت المدرسة تحولا كبيرا، إذ باتت تضم حمّامات ساخنة يوميا وقاعة سينما لعرض الأفلام وملعباً لممارسة مختلف الرياضات وحديقة كبيرة.
ووضعت الجمعية هدفاً في المستقبل يتمثل في إنشاء “مزرعة للطاقة” على مساحة تقدر بأربعين هكتارا تخصص لتزويد 23 مدرسة تضم 3500 تلميذ في المناطق المحيطة بمكثر، بالغذاء والكهرباء.
تغيرت حياة المسؤول عن فريق العمل الشايب شايب وهو أب لثلاثة تلاميذ، بفضل عمله في المزرعة.
ويقول الرجل البالغ 44 عاما “في السابق، كنت أتعاقد لفترة وجيزة لا تتجاوز الخمسة أو الستة أشهر، وفي كل مرة كنت أعمل في مكان جديد. ولكن الآن أعمل في منطقتي”.
إلى ذلك، يقر الشايب “بتحسن ظروف المبيت والطعام بالنسبة لأبنائه”.
تمنحه وظيفته الجديدة استقرارا ماليا، فضلا عن كون كل عامل هو بالأساس مشارك بـ2% في مشروع “كيدشن”، ما “يحفزنا على زيادة العمل والإنتاج، وبالتالي الربح الأوفر هو مشروعنا”.
يتم تخصيص فائض الأرباح لتمويل أنشطة ونوادي ثقافية ورياضية ومسرحية ولغات أجنبية.
وشهدت المدرسة تحولا كبيرا، إذ باتت تضم حمّامات ساخنة يوميا وقاعة سينما لعرض الأفلام وملعباً لممارسة مختلف الرياضات و حديقة كبيرة. “فمع مجيء الجمعية، تغيّر كل شيء في المدرسة وسادت موجات إيجابية”.