في عمل بطولي عونان بالحرس الوطني يخاطران بحياتهما وينقذان مواطن جرفته الامواج القوية الي داخل البحر (صور)
شاطئ سيدي علي المكي ، غارالملح الأحد 23 أكتوبر الساعة الثالثة ظهرا…
كنٌا بصدد السباحة في أجواء عادية ، مع بحر هائج نسبيٌا و قوة جزر قوية ، حتى صرخت مجموعة من الرجال أنهم فقدوا رفيقا لهم…
نظر الجميع الى الساحل البعيد و كانت الصدمة ، البحر يسحبُ أحدهم إلى الأعماق حتى كاد يغيب عن الأنظار ، و لم يكن فينا ماهرُُ في السباحة يتجرأ على مواجهة الأموج….
صمتُُ و يأس و نظرات تائهة و أسئلة و لون رماديٌُُ رأيته بعيني سيطر على الجو…لا يقتلُ البشرَ في الحقيقة إلاٌ العجز…..
في لحظة توقفت سيارة الحرس الوطني و كانت مارٌة بالصدفة…نزل الأعوان و استفسروا عن الأمر ، و دون تردد نزع أحدهم ثيابه ( أظن إسمه عصام، رفض بالمناسبة تصويره ) و ذهب بعيدا بعيدا في الأعماق حتى غاب الإثنان عنٌا هو و الغريق…
أربع أو خمس دقائق أو أكثر كانت طويلةََ على الجميع حتى أطلٌ علينا رأسان من خلال الموج…
إنبعاث حياة ، إنسانية تتجلى و من ثمة عناق و حميمية و رفض هدايا…الغريق رجلُُ أخمٌنُ أن يكون في السبعين من العمر ، كان تَعِبا و لكنٌه حيٌُُ لا بأس عليه..
اليومَ ، و لم يحدث منذ زمن ، رأيتُ الوطنَ الذي أحبٌ الذي أحلم ، رأيتُ الدولة التي يجب أن تكون ، رأيتُ المواطنةَ التي تغرق و ليس من منقذ..
أعوانَ مركز الحرس الوطني البحري بغارالملح ، من قلبي محبةََ بلا حدود و تحية رجولةِِ للرجولة و الإنسان…
الوطنُ الحق تماهِِ و مشاركة و أخوٌة و المؤسسات تلبس روح…