لأول مرة في تونس :الانطلاق في تجربة الزراعة خارج التربة في إطار مشروع التعاون الدولي “هليوس”
ينتظم اليوم الثلاثاء ، بالحمامات الجنوبية لقاء لعرض مشروع تجربة الزراعة خارج التربة لأول مرة في تونس في إطار مشروع التعاون الدولي “هليوس” الموجّه لبلدان حوض المتوسط حيث يدرب الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الفلاحين الشبان في تقنيات الزراعة خارج التربة باعتباره قطاعا واعدا في الإقتصاد التونسي.
وانتظم اللقاء للوقوف على أبرز نتائج المشروع وذلك بحضور الشركاء الأجانب للمشروع، وممثلين عن الإتحاد الأوروبي و المجتمع المدني.
و تقنية الزراعة خارج التربة تتمثل في استخدام أي وسيلة من شأنها زراعة و تنمية النباتات بدون دخول الأرض كوسيط للزراعة حيث تزرع النباتات بمعزل عن التربة ما دام النظام المتبع يسمح بتدعيم النباتات و توفير الماء والعناصر الغذائية اللازمة للنمو كما أنها نظام يتبع لإنماء النباتات في بيئة غير التربة الطبيعية مع ريها بالمحاليل المغذية بدلا من الماء العادي و قد تستعمل مادة صلبة كالحصى و الرمل و قد لا تستعمل أي مادة صلبة أخرى كما في المزارع المائية و للزراعة خارج التربة أنواع منها الزراعة المائية ، الزراعة الهوائية و الزراعة باستخدام البيئات.
و في هذا السياق دعا رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار، خلال تجربة الزراعة خارج التربة لاول مرة في تونس ، الى ضرورة توفر الإرادة السياسية لجعل الفلاحة محورا للاقتصاد المحلي ، مؤكدا بان السيادة الغذائية تقتضي انتاج الغذاء الأساسي باستقلالية عن جميع الدول .
و أضاف الزار، أنّ أزمة كورونا ومن بعدها أزمة الحرب في أوكرانيا اثببت باننا بحاجة لليقظة معبرا عن ثقته في قدرة تونس على تحقيق اكتفائها الذاتي في حال وضع استراتيجية و برنامج اسمه تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي .
و بحسب خبراء في المجال الفلاحي فان الزراعة المائية او الحضرية بدون تربة culture hydroponique تتأسس على التحكم العلمي في ضوابط التسميد والتهوئة وملوحة المياه وحموضتها حيث تهدف هذه التقنية الى الوصول لاقصى انتاجية ممكنة لوحدة الماء و وحدة المساحة.
و تعتبر التغيرات المناخية و الكوارث الطبيعية و الزحف العمراني من ابرز الاسباب التي تجعل من الفلاح يتجه الى اعتماد مثل هذه التقنيات .
و تنقسم الزراعة خارج التربة الى ثلاث اقسام حسب الوسط الذي تنمو فيه جذور النباتات, و تتمثل الطريقة الاولى في “الزراعة الهوائية “و التي يتم فيها الاعتماد على انابيب بلاستيك عمودبة ذات حلقات متعددة تعلق فيها النباتات جذورها في الهواء داخل الانابيب ويصلها المحلول الغذائي بواسطة رشاش يعمل بصورة منتظمة يعطي رذاذا يرطب الجذور و من بين المعيقات التي تحد من انتشار هذه الطريقة ارتفاع تكاليف انشائها اضافة الى وجوب توفير ظروف بيئية محكمة للحصول على الانتاج الجيد .
اما الطريقة الثانية فتتمثل في “الزراعة المائية” و التي تمتاز بكون جذور النباتات لا تحيط بها اجزاء صلبة بل تنمو في وسط مائي يتوفر على جميع العناصر الغذائية ويتم تثبيث النبات بواسطة دعامات ويتم توفير الاكسجين بواسطة التهوية الصناعية ومن الصعوبات التي تعرقل انتشار هذه الطريقة ضرورة التهوية المستمرة للمحلول الغذائي و تغييره على فترات قصيرة.
و الطريقة الثالثة تتمثل في” الزراعة باستخدام بيئات بديلة للتربة” وقد تكون هذه البدائل عضوية كبقايا النباتات او غير عضوية كالحصى و الصوف الصخري.
و تساهم تقنية الزراعة خارج التربة في انتاج نباتات اكثر صحية و خالية من العناصر الضارة مع انتاج محصول في مواسم مختلفة بالاضافة الى ميزتها بالتحكم في الموارد المائية و الاسمدة .