مشروع تونسي إيطالي لتحلية المياه المتملحة للآبار
مثّل التعريف بمكونات مشروع التعاون التونسي الايطالي بين منطقتي نابل وصقلية، لتثمين مياه الري وإعادة استعمال المياه المتملحة للآبار بعد تحليتها، محور أعمال اليوم الاعلامي الذي انتظم، اليوم الثلاثاء بنابل، بحضور شركاء المشروع من تونس وايطاليا، وممثلين لمعهد التعاون الجامعي والقطب التكنولوجي ببرج السدرية، وممثلين لمصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والفلاحين المعنيين بهذا المشروع.
وأشار منسق مشروع « ايافا »، حسام الدين المشري، في تصريح لـ(وات)، الى ان هذا المشروع، الذي انطلق تنفيذه منذ أوت 2020، وسيتواصل على امتداد 30 شهرا بتمويل من الاتحاد الاوروبي بنحو 1 مليون أورو، سيوفر فرصة هامة للتثبت من نجاعة اعادة استعمال المياه المتملحة بالآبار بعد تحليتها لدى 10 فلاحين بمنطقتي منزل بوزلفة وبوشراي. وأبرز، ان الاختيار وقع على 10 فلاحين ينشطون في مجال غراسة القوارص وزراعة الفراولو، خاصة وان هذه الغراسات الاكثر تأثرا بتملح المياه، مبينا ان المشروع سيمكن من تركيز تجهيزات ومعدات لتحلية مياه الابار بعد ارتفاع نسبة ملوحتها ولم تعد قابلة للاستعمال في ري النباتات، وكذلك من تركيز آليات للمرافقة الفنية للفلاحين ولمتابعة نجاعة ومردودية اعادة استعمال المياه بعد تحليتها في الري قبل وضع برنامج لتعميمها في صورة نجاح المشروع.
ولاحظ، ان المشروع سيقوم في جانبه الايطالي ببلدية « الكامو »، على اعادة استعمال المياه المطهرة المعالجة بطريقة ثلاثية بعد تنقيتها في مجال الري، مبرزا ان التجربة الايطالية ستمكن من مزيد التعرف على انجع التقنيات المعتمدة لاعادة استعمال المياه غير التقليدية، على غرار مياه التطهير، والتي تشكل وفق تقديره « مسارا هاما لمواجهة شح المياه في تونس وفي المنطقة المتوسطية ».
وأوضح، ان المشروع سيوفر فرصة هامة لتبادل التجارب والخبرات بين الباحثين والمختصين من البلدين ولتعزيز قدرات الفنيين على التصرف في منظومات الري باستعمال التكنولوجيات الحديثة، وعلى تركيز التجهيزات الحديثة لتحلية المياه لدى المزارعين من اجل ترشيد استعمال المياه والاستعانة بالموارد المائية غير التقليدية، مشيرا الى ان التجهيزات التي سيقع تركيزها والتي تتراوح تكلفتها بين 30 و40 الف دينار ستوفر للفلاح نحو 20 م مكعب من المياه المحلاة.
وذكر الرئيس المدير العام لشركة التصرف في القطب التكنولوجي ببرج السدرية، زكرياء حمد، من جهته الى ان مشروع « ايفا » يكتسي اهمية بالغة، خاصة وانه يطرح حلولا لاشكاليات شح المياه التي تؤرق الفلاحين والباحثين واصحاب القرار في تونس، مبرزا ان المشروع سيمكن من تجربة حلول فنية طورت بمراكز البحث، ومن نقل الحزمة الفنية بما تتضمنه من تكنولوجيات على ارض الواقع لدى الفلاحيين، حتى يجدوا حلولا مجددة لاشكاليات ندرة المياه وتلبية حاجياتهم من مياه الري.
ويأتي هذا المشروع النموذجي للتعاون التونسي الايطالي لاعادة استعمال المياه غير التقليدية في فترة تعاني منها ولاية نابل من نقص فادح للمياه، اذ لا تتجاوز الكميات المتوفرة بالسدود 7 ملايين متر مكعب من طاقة اجمالية للخزن تقدر بـ43 مليون متر مكعب وفق تقارير المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، وهو ما دفع مصالح الفلاحة لدعوة الفلاحين لعدم الاقدام على الزراعات اخر الفصلية (البطاطا و الفلفل والطماطم والخضر الورقية)، خاصة وان الكميات المتوفرة لا يمكن استعمالها خاصة وانها مخصصة للمحافظة على سلامة المنشآت المائية. ويمكن ان يفتح المشروع مسارات عملية لاعادة استعمال المياه غير التقليدية لمواجهة ازمة شح المياه في تونس، والتي ما فتئت تستفحل من سنة الى اخرى، اذا تشير تقارير وزارة الفلاحة الى ان المخزون المائي المتوفر بالسدود لا يتجاوز 710 ملايين متر مكعب، اي ما يمثل اقل من 30 من الطاقة الاجمالية للسدود