لمصلحة من يتم استهداف تجارب تصنيع الدواء في تونس ؟
يعتبر قطاع صناعة الأدوية من القطاعات الحساسة والحيوية في تونس باعتبار ان الترفيع في نسبة الاستقلال الدوائي والحد من التبعية الدوائية للخارج يعتبر من اهم علامات استقلال الدول، كما ان التخفيض من توريد الأدوية يساهم بشكل كبير في الحفاظ على العملة الصعبة.
وعلى الرغم من صعوبة هذا القطاع فقد بادر عدد من التونسيين في الاستثمار في مجال صناعة الأدوية وانتصبت في تونس عديد المصانع التي ساهمت بشكل كبير في حل مشاكل العديد من الأدوية الموردة من الخارج والتي أصبح يتم تصنيعها في تونس.
وعوض ان يتم دعم هذه التجارب الواعدة ، والأخذ بيد المستثمرين في هذا القطاع تم في الآونة الأخيرة شن حمالات إعلامية على عديد الشركات التونسية فيهذا المجال من خلال اتهامها بالفساد مع العلم ان اغلب قضايا الفساد في مجال الأدوية والتجهيزات الطبية تعود بالاساس لتجهيزات وأدوية موردة من الخارج.
هذه الحمالات غير بريئة فمطلقوها يستغلون في كل مرة حادثة تشغل الراي العام في قطاع الصحة ومن ثم يتركون الإشكال الأساسي ويشنون هجوما على شركة تونسية لمحاولة عرقلتها والتشكيك فيها والحد من نشاطها. والهدف من ذلك بكل تاكيد هو إطلاق العنان لشبكات توريد الأدوية وتهريبها وهي شبكات لا يساعدها تطور صناعة الدواء في بلادنا.
من اخر الحمالات التي استهدفت مؤسسات تصنيع الدواء الحملة التي استهدفت شركة “طه فارما” وهي شركة تونسية تشغل اكثر من 500 تونسي بين مهندسين وأخصائي بيولوجيا وأطباء وعملة، مع العلم ان هذه الشركة لم يسبق وان تسبب الدواء الذي تنتجه في اي إشكال كما انها أنتجت عديد الأدوية التي سامت في حل مشاكل عديد الأدوية الموردة والتي يفتقدها السوق في كثير من الاحيان.
شركة “طه فارما”نظمت زيارة خاصة للصحافيين واطلعوا من خلالها على مخابرها العصرية التي تشغل كفاءات شابة تونسية وتبذل جهود كبيرة في تصنيع وتطوير الأدوية ليكتشفوا باعينهم زور الاتهامات التي اطلقها لطفي المرايحي وهو زعيم حزب سياسي فاشل يعمل لحساب شبكات الفساد.
فلمصلحة من يتم استهداف النسيج الاقتصادي التونسي في مجال صناعة الدواء ، ولماذا تدعم تجارب تصنيع الدواء في الدول الأخرى وتحظى بالإحاطة والتشجيع في حين ان هذه التجارب تتعرض للاستهداف في تونس وكان هناك من يقول للمستثمرين لا تستثمروا في تصنيع الدواء بل استثمروا في مجال الفرنشيز والعقارات والتوريد ؟
الصور لمخابر شركة “طه فارما”