السبسي يرفض جر تونس لمازق سياسي وفي مشهد حظاري يستقبل الوزراء لأداء اليمين الدستورية
بكل سلاسة وفي مشهد حضاري استقبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم الامس الوزراء الذين صوت لهم البرلمان في التحوير الحكومي الاخير لأداء اليمين الدستورية، قاطعا بذلك الطريق على كل من توقعوا ان يدخل الرئيس في معركة سياسية كبيرة ستجر البلاد لمازق سياسي.
الجميع يعلم بان الرئيس يعتبر ان حركة النهضة تحركت ضده خلال التحوير الوزاري الاخير بهدف تحجيم دوره السياسي مع اقتراب انتخابات 2019، الباجي قائد السبسي اكد بكل وضوح رفضه السياسي للتحوير الوزاري وشدد على عدم موافقته على الطريقة التي وصفها بالمتسرعة في اختيار الوزراء وعبر عن عدم رضائه على ما وصفه بهيمنة حركة النهضة على التحوير. لكنه في ذات الوقت رفض ان يكون متسبب في ازمة سياسية خطيرة وكما قال للمقربين منه انا ارفض ان اصلح الغلط بالغلط” .
التوقعات بالتصعيد لها ما يبررها، فصحيح ان الدستور لم يمنح رئيس الجمهورية الكثير من الصلاحيات التنفيذية لكنه منحه ايضا حق التعطيل وجر البلاد الى مازق سياسي ، فالسبسي كان بإمكانه ان يرفض المصادقة على التحوير الحكومي حتى ولو صوت البرلمان لفائدته فالتحوير لا يدخل فعليا حيز التنفيذ الا بعد اداء القسم امام الرئيس وتوقيعه، وكان بإمكان السبسي ان يحول هذا التحوير الى ازمة دستورية في ظل غياب المحكمة الدستورية وان يتعلل بانه لن يوقع على التحوير لعدم احترامه الاجراءات الدستورية، السبسي كان بإمكانه ايضا ان يعطل التحوير ويرفض التوقيع واداء القسم بحجة ان تمثيلية الحكومة الحالية تتنافى مع نتائج انتخابات 2014 .
لكن الرئيس كذب كل هذه السيناريوهات ورفض ان يجر البلاد الى ازمة عميقة مثل ما فعلت عديد الاطراف السياسية التي دخلت في عمليات كسر عظام غير مهتمة بنتائج تمشيها السياسي على البلاد.